إن ميزان الكلمات بالغ الأهمية حيث تلعب الكلمات التي يسمعها
الطفل من والديه ومحيطه دورا كبيرا في تكوين شخصيته وبناء ثقته بنفسه فالطفل في
سنواته الأولى يكون مثل الصفحة البيضاء يتأثر بكل ما يقال له سواء كان إيجابيًا أو
سلبيًا فإذا سمع كلمات التشجيع والتحفيز فإنه يكتسب ثقة بنفسه ويشعر بأنه قادر على
تحقيق النجاح. أما إذا تعرض لكلمات النقد الجارح والتحقير فإنه يبدأ في الشك في
قدراته ويتكون لديه شعور بالنقص والخوف من الفشل.
الكلمات التي نوجهها
لأطفالنا تظل محفورة في ذاكرتهم لفترات طويلة وقد تؤثر عليهم حتى بعد أن يكبروا
فكم من شخص بالغ يعاني من قلة الثقة بالنفس بسبب كلمات سمعها في طفولته من والديه
أو معلميه أو أقاربه وكم من شخص ناجح يرجع الفضل في نجاحه إلى كلمات إيجابية سمعها
وهو صغير وشجعته على تحقيق أحلامه.
من أهم الأمور التي
يجب أن ينتبه لها الوالدان هو اختيار الكلمات المناسبة عند توجيه الطفل أو تعليمه
فعندما يخطئ الطفل بدلا من توبيخه بكلمات قاسية يمكن توجيهه بطريقة لطيفة ومشجعة ،
مثل أن نقول له: أنا واثق أنك تستطيع التصرف بطريقة أفضل في المرة القادمة ، بدلا
من قولك: أنت دائما تفعل كل شيء بطريقة خاطئة. كذلك عند مدح الطفل يجب أن يكون
المدح حقيقيا ومحددا ، فلا نقول له أنت أفضل طفل في العالم ، بل يمكن أن نقول أنا
معجب جدا بطريقة تفكيرك أو أعجبتني طريقتك في حل هذا السؤال ؛ لأن المدح المبالغ
فيه قد يجعله يشعر بالضغط أو بعدم الواقعية من الأمور التي يجب تجنبها.
أيضا
مقارنة الطفل بالآخرين لأن ذلك يجعله يشعر بالإحباط والدونية ، بدلا من ذلك يمكن
التركيز على تطوره الشخصي وتحفيزه ليكون أفضل مما كان عليه في السابق ؛ فالطفل
يحتاج إلى أن يشعر بأنه محبوب ومقبول كما هو دون الحاجة إلى أن يكون مثل غيره.
كلماتنا قد تكون مصدر أمان ودعم أو قد تكون مصدر قلق وإحباط لذلك يجب أن نحرص على
اختيار كلماتنا بعناية وأن ننتبه إلى نبرة صوتنا عند الحديث مع الطفل لأن النبرة
قد تكون أحيانا أقوى تأثيرا من الكلمات نفسها.
إذا أردنا أن نربي أطفالا يتمتعون بصحة نفسية جيدة فعلينا أن نحرص على أن تكون كلماتنا لهم دائما مشجعة وداعمة وتساعدهم على بناء صورة إيجابية عن أنفسهم.