الإدراك الفائق الذي يتجاوز الحواس..الدكتورة/أسماء محمد سعد

ماذا تعرف عن هذا العنوان ؟ لعلك تبحث دائما بداخلك عن قدراتك أو شفافيتك لمعرفة الأشياء فيما تطلق عليه بالحاسة السادسة فهي قدرة غير مفسرة علميا بشكل دقيق ولكنها تمثل نوعا من الإدراك الفائق الذي يتجاوز الحواس الخمس التقليدية البعض يعتقد أنها هبة فطرية يمتلكها بعض الأشخاص والبعض الآخر يرى أنها مهارة يمكن تطويرها من خلال التركيز والتأمل تعتمد هذه الحاسة على استشعار الأحداث قبل وقوعها أو الشعور بأمور غير مرئية أو غير ملموسة قد تكون على شكل حدس قوي أو رؤى غير واضحة تشير إلى أحداث مستقبلية كثير من العلماء حاولوا دراسة هذه الظاهرة لكن لم يتم الوصول إلى دليل قاطع يثبت وجودها بشكل علمي ومع ذلك هناك العديد من التجارب الشخصية التي تشير إلى وجود نوع من الإدراك الخفي لدى بعض الأفراد .

بعض الأبحاث تشير إلى أن الدماغ قد يكون قادرا على معالجة إشارات غير واعية وتحليلها بشكل سريع مما يجعل بعض الأشخاص يشعرون بأشياء لم يدركوها مباشرة عن طريق الحواس التقليدية هناك بعض المواقف التي تدعم فكرة الحاسة السادسة مثل الشعور بأن شخصا ما يراقبك دون رؤيته أو التفكير في شخص معين ثم مقابلته بشكل غير متوقع البعض يربط الحاسة السادسة بالقدرة على قراءة الأفكار أو الشعور بمشاعر الآخرين دون أن يعبروا عنها بالكلمات هناك أيضا من يعتقد أن هذه الحاسة تزداد قوة في حالات الخطر حيث يشعر الإنسان بالخطر قبل حدوثه مما يجعله يتخذ قرارات سريعة تنقذه من مواقف خطيرة. و في بعض الثقافات يعتقد أن الحاسة السادسة تتعلق بالروحانية وأن بعض الأشخاص يكون لديهم حس عال بالطاقة المحيطة بهم مما يجعلهم قادرين على توقع الأحداث أو الشعور بالأماكن المشحونة بالطاقة السلبية أو الإيجابية البعض يفسر الحاسة السادسة بأنها قدرة الدماغ على جمع المعلومات وتحليلها بسرعة فائقة دون أن يعي الشخص ذلك مما يجعله يشعر بأمر معين دون أن يعرف مصدر هذا الشعور هناك أيضا دراسات في علم النفس تشير إلى أن الحاسة السادسة قد تكون مرتبطة باللاوعي حيث يقوم العقل الباطن بجمع المعلومات وتحليلها ثم يرسل إشارات للوعي على هيئة إحساس أو حدس دون أن يكون هناك تفسير منطقي مباشر البعض يرى أن الحاسة السادسة ترتبط بالعواطف القوية حيث يكون الشخص الذي يمتلك مشاعر عميقة قادرا على استشعار الأمور قبل حدوثها بناء على ارتباطه العاطفي بالأشخاص والأحداث بعض العلماء يفسرون هذه الظاهرة بأنها قدرة الإنسان على التقاط إشارات غير لفظية من الآخرين مثل تعابير الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت مما يمكنه من توقع ما سيحدث بناء على هذه الإشارات . و البعض يعتبر أن الحيوانات تمتلك حاسة سادسة أقوى من البشر حيث تستطيع بعض الحيوانات الشعور بالكوارث الطبيعية قبل حدوثها مثل الزلازل والتسونامي وهذا قد يكون نتيجة لقدرتها على التقاط اهتزازات غير محسوسة بالنسبة للإنسان أو استشعار التغيرات في المجال المغناطيسي للأرض بعض الدراسات تقترح أن الأشخاص الأكثر حساسية عاطفيا واجتماعيا يكون لديهم قدرة أكبر على استشعار المشاعر والأحداث غير الواضحة مما يجعلهم أكثر قدرة على التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل البعض يربط بين الأحلام والحاسة السادسة حيث يعتقد أن بعض الأحلام قد تكون رسائل من العقل الباطن تحذر الشخص من أمور معينة أو تشير إلى أحداث ستقع قريبا في بعض الحالات تحدث ظاهرة يشعر فيها الشخص بأنه مر بموقف معين من قبل رغم أنه لم يمر به في الواقع وهذا قد يكون مرتبطا بالحاسة السادسة البعض يرى أن التأمل والتدريب العقلي يمكن أن يساعد في تنمية الحاسة السادسة من خلال زيادة الوعي الداخلي والتركيز على الإشارات الدقيقة التي يرسلها العقل الباطن هناك أيضا أشخاص يعتقدون أن الحاسة السادسة يمكن أن تكون مرتبطة بالطاقة الروحية وأن بعض الأشخاص يمتلكون قدرة على التواصل مع أبعاد أخرى أو استشعار أمور لا يدركها الإنسان العادي البعض يرى أن الأطفال الصغار لديهم حاسة سادسة أكثر تطورا من البالغين لكنهم يفقدونها مع التقدم في العمر بسبب تأثير المنطق والتفكير العقلاني هناك أشخاص يروون تجارب شخصية عن شعورهم بالخطر قبل حدوثه أو معرفتهم بأمور لم يخبرهم بها أحد مما يجعلهم يؤمنون بوجود هذه الحاسة حتى وإن لم تكن مثبتة علميا بشكل واضح في النهاية تبقى الحاسة السادسة لغزا محيرا بين العلم والخرافة حيث لم يتم إثباتها بشكل قاطع لكنها تبقى ظاهرة مثيرة للاهتمام
تعليقات