كنت في ذلك الصباح الجميل الممطر ذاهبة لمحطة المسافرين و كنت في الترام واي ، و أنا جالسة في هدوء أثار انتباهي صعود أحد الراكبات و على وجهها و يديها آثار حروق شديدة غيرت ملامحها ، كان يبدو عليها أنها من طبقة مغلوبة على أمرها ، فجأة حلت بعقلي فكرة التجميل و تساءلت مع نفسي ، لم لا تتكلف واحدة من نجماتنا العربيات أو نجومنا العرب سواء في الغناء أو في التمثيل بعملية تجميل وجه هذه المسكينة المشوه بحروق النار ، بدل أن يهتمون بتغيير ملامحهم و تجميل وجوههم التي لا تحتاج الى تجميل .
لم لا تكون هاته المسكينة و الكثير ممن في مثل وضعها ، أولى بذلك الأمر منهم و هم يصرفون آلاف الدولارات لأجل ذلك ، و لا يفكرون في مسح سحنة الحزن عن وجوه أولئك المشوهين و المشوهات لأي سبب من الأسباب ، لماذا لم يفكر أحد ـ أو ربما فكر أحدهم لكنني لا أعلم ـ في ذلك ، لماذا نراهم يتجولون بيننا دون أن يلتفت إلى معاناتهم أحد ، لست أدري ، خطرت ببالي هذه الفكرة المجنونة ربما أو العاقلة ، لكن هذا ما جال ببالي و أثار مشاعر الشفقة و التعاطف في قلبي ، بخصوص كل أولئك المحرومين الذين يعيشون بيننا دون أن نلقي لهم بالا أو بالأحرى دون أن يلقي لهم بالا أولئك الأغنياء و المرفهين ، و الذين لا يفكرون إلا في إسعاد أنفسهم فقط ، قد يقاطعني أحدهم و يقول أن التجميل أمر ثانوي و ليس أساسيا مثل الأكل و الشرب و السكن ... و نحن نعيش معاناة شعب فلسطين و ما يكابده من جوع و برد و مرض ، لن أعارض قولهم ، لكننا في حاجة إلى إدخال السرور على كل قلب متوجع متعب ، كيفما و مهما كانت معاناته ، هذه هي الإنسانية ، و هكذا يجب أن يكون الانسان .
دكتورة نجية الشباظمي تقترح إجراء "تجميل للجميع"
تعليقات