.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

العطر الرجيم..نُسيبة عطاء الله

 







أحدُهم في القطار يَضَعُ عِطرَك
وأنا من كائناتي الدّاخلية ذِئبٌ أَشيَب
لا يتركني وشأني في "تايْغا" نزعاتي إليك
نبشتُ ما بين الهواء ورئتيّ
عرَّيتُ مَفاصِلَ القاطراتِ حتّى العظم
حبستُ عُوائي حتّى لا يستنتجَ غيابُكَ
أنّني أوشك على الانقراضِ
في ولاداتٍ طارئة.
وأنا أعلمُ أنّ رائحتَك ترضَع أجزائي
أتملّص كالغظاريفِ المريضة
على جِلدِ الحكاية...
هذي المسافةُ التي يَرعى فيها الضّوء
وإسهابيَ الموجعُ
في اللّعاب
هذي المسافةُ المنحوتةُ كـ:
(Lupa Capitolina)
وهي تمتصّ "تيبرَ" أصابِعي، واحدةً واحدة
لأستجديَ المحطّةَ التّاليةَ
في أيّ حمامةٍ قد توصِلُ سَعرتي لزِجةً وحارّةً
ويقطرُ منها لِحافُ ليلتِنا الوحيدة
هاااااي
يا أيّها المدّ الموصَل في تماثيلِ النّهار
تذكّرني بنهاياتِكَ الحادّة
وأنا امرأة طريّةُ الحدْسِ
تجلس على كرسيٍّ مقابلَ طريقتِكَ في نزعِ
طبقاتي بسرعةِ الغوص
أعلّق فروي على نافذة السّعال
والمطرُ قد بدأَ يَصهَلُ في الخلايا
ويُرتّب لي حقائبَ عينيك
من أوّل نظرةٍ في القصر حتّى ظِلِّكَ في الشّارعِ
العامّ!؛
.. مساءُ المدخَلِ يا حبيبي
حيث متحفُ عناقِك يَعزف له "الكابيلوتين"
"كونشيرتو دي آرانخويث"
وأنا روما خالية، كلّما أغلقتُ الباب عليّ وحدي.
..
أحدهم أطلق اسمَكَ على وليده
ودعاني للنُّقوط
جلستُ في عزومتِه مثل "رومولوس"،
كحدائق الثّلجِ
علّمَتْ بي السَّلاماتُ والسّْوالات والبَسَمات
والشّايُ في المريءْ، كالدّمعِ في الذّهاب
كالكَعبِ في المجيءْ
كاللّيلِ في ديسمبرَ
كذاك الرّواقِ ما بين شهوتينِ
من الطّابق الثّاني لِما لن يُخطَى مجدّدا!
..
العطرُ الذي يتبتّلُ عاريا
ويغتسلُ في التّوبةِ فاجرًا
العطر المُرافِقُ خمرةَ الاختلاء
والكَثافاتُ بمآقي الحالِ تسقي، جُرحًا واسِعًا
راهبةٌ كلُّ المقاعدِ ها هنا، لا روحي معي ولا جسدي معك
وفي الهناك، علّقتُ "خامْسَةً" على ياقةِ رضيعٍ
ألبسوهُ حروفَك الذّهبية
لا تعنيهِم حُفَرُها، كم أنّني أهوي بِها
خامْسَةٌ كحافِري في الصّمت
راسخةٌ حتّى الموت في انتهائي الهُوينِيّ
وأنتَ تَزحفُ بالرُّوَيدِ، تَتراجَعُ ما استطعتْ
لتجعلَ مِن شمعيَ معبدًا
تنوح به اللّآلئ على غفلة زهوِهِم وإنكاري
والدّنيا وزُخرفِها...
ويوجعُني أنّي لم أختركَ لِتَروحَ مع الذين راحوا
فأذكرُكَ في نهاياتِ السّنين
كأغلى ما سلبَتني أَذرُعي الممتدّةِ بالعطفِ عليهِم
المُرتدَّةِ بِالحَتفِ عليّْ.
..
والعطر عِتابُ الخطايا
كلّما لبستُ فيه ثمالةَ الأشياء
وراقصَني النّزاعُ على الزّوايا
أيُّها سجّلَتنا معًا؟
في هذا الأكثرِ
أشدَّ من ليلٍ، وصمتُ الفتاةِ التي وجدتَها لتتركَها
أحاوِلُ ألّا تبكي لكَ
متقنةَ الانبثاق، بالدّواوين النّاقصة
وأتبعُ الهواء
أينما اتّجهت سكّةٌ أخرى
ارتفعت نخيلي في ضواحيكَ الشّاويّة
ها أنتَ ذا تُخَلِّفُ عِراقًا، فيما تبقّى
لا عزلةَ في الخلايا تَحِنُّ على الرّحيل
سألني الذي من جانبيّ وخلفي
والذي من أمامي وفوقي
ماذا بوسع نخبِيَ العربيِّ على طاولةٍ نوميديّة
ستُقلع بعد قليلٍ على ورقٍ
وتمضي...
...
يا رجُلَ التُّراب
إذ أنده للفضّة، يُجيبني هدوؤكَ الرّحبُ
في بريقِ هداياكَ التي انتظرتُ
من جيبِ معطفِك، كانت تندلق الشّطآن
كريمةً على خجلي
سابحة في البلَور عيناك
وأنا أقلّدها معصمي
من وقتها، والسّاعة "سيرتا"
والعمر "قنطرةُ الحِبال"
عليها معلّقة كسلاسلِ القصصِ الكَسيحَة
حول جيدِ الأضرِحة
وإذ أخوض في اللّمعان، تُحطيني كتفاك
من صوبِ السّفورِ والاحتياج
أنا الألمُ الذي هزّ النّعاسَ على أرجوحَةِ الذّكرى
كلَّ عرشٍ ساكنٍ
كلَّ المرايا السّليمةِ
كل مرادفاتِ الرُّكود
في ساحاتِ المساء
أنا أَعيكَ
أَخلُو وأَعمُرُ كمقاعِدِ "كيتاني" في الشّتاء
وفي الهباءِ أرمي قدمي بخُلخالِ أغنياتِنا
ورفقتِكَ الكَمان
فمع من، سأتغلغلُ في الشّوارع الباردة
بأمتعةٍ عاطفيّة ثقيلةٍ
دون ذراعِكَ، تقيني من اجترار المعاني
..
فعلتَها
وأفرشتَ الثّلجَ في المناطق التي شرعَت تحيا
هذا التّابوت من العِطرِ
هذا الوُقوعُ الصّعبُ في احترافِكَ الصّوغَ
وعشقي لجوهَرِ الكلماتِ البيضاء، سفري المغامرُ فيك
يا هاويَ النّصفِ
يا نادِلَ الأخطاء
لو تحسُبُ الأضواءُ زجاجيَ المنثور
في ساحةِ البريد المركزيّ!
يضيق صدر البحر لمّا أقسمتُ للتّاريخِ
ألّا تتكرّر "أودان" في كسرَتي
ألّا يتقوَّسَ لعِناقٍ دُخاني
ففعلتَها
واتّشحتَني كتذاكرِ الوجهة الواحِدة
لبعضِ حُلمٍ وانتهى
أفلا يبقى العطرُ عاما يُلملمُ لي الشّظايا
التي تنسى، والتي تنسى، والتي تنسى
..
الماءُ الآن هُنا، وطقسُ الحيِّ
والمفتاحُ المُتخاذِلُ
الباب
وقطّتي
التّفاصيل
وهذي الفتاة التي وجدتَها، وتركتَها
العِطرُ يفترسُها
في جُملِكَ الجبليّةِ
آه "شمذول اينوغ"، عسيرةٌ عن التّصفيد
وقد يا حبيبي "آذْفْلْ يْتْشاثْ" في كلّ قطعي القديمةِ
على قِمّتي وأقصى مُدُنٍ
عاشرَت جِلدَكَ حافِيَةً من الشّمس
هل رأيتَ إلى الأوطان المهجورة
ينتابُها حليبُ العاقراتِ، لعابِرِ سبيل
ثمّ تُداهَمُ بالغياب في نِفاسِ العِشقِ؟
وتنزِفُ للوَحدةِ
كي يتأصّلَ اللّيلُ في أجزائِها
وتثكَلُ كلّما أمطرتْ بالعِطر
سماءُ حنينِها
هل نحبّ الأجنحة؟
بعد هذا اليومِ لا "ثفوين احلان ولماس"
على عصافيرِ الأملِ التي تشربُ من دمعِنا
وتُزقزِقُ في ضحكاتٍ غريبة
لا سلامًا لعطرٍ غادرٍ
إنّا أفقنا من الرّائحة

03/29-12-2021
نُسيبة عطاء الله .. ديوان " أورجازم "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق