الحالة النفسية في مصر موضوع معقد ومتداخل بيتأثر بعدة عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية فالظروف الاقتصادية الصعبة مثلا مثل ارتفاع الأسعار وعدم الاستقرار الوظيفي بالتأكيد يؤثر على نفسية الأفراد مما نتج عنه حالات مرضية كثيرة في العيادات ونسب انتحار وطلاق وانحدار اخلاقي وجرائم وغير ذلك كما ان هناك العوامل الاجتماعية زي زحمة الحياة والضغط الأسري كل هذا يساهم في الحالة العامة.
ولكن هناك بوادر أما تمنحنا طاقة ايجابية وهي أن المصري معروف بروحه المرحة وقدرته على التكيف مع الظروف الصعبة يحول المواقف الصعبة لسخرية حتى وإن سخر من نفسه وحاله ويجد مخرج حتى في أصعب المواقف. ويظهر هذا في النكت و الأغاني الشعبية وحتى المحتوى على السوشيال ميديا. فلابد من الوعي المتزايد بأهمية الصحة النفسية. فنجد ان هناك إقبال أكتر على الأطباء النفسيين والمعالجين وظهور مبادرات تدعم الصحة النفسية وتنشر الوعي لكن مازال هناك تحديات زي الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالعلاج النفسي فتحتاج هذه النظرة ثقافة أعلى ووعي كي تتغير. دعنا ننظر للعامل الأهم في البقاء وهو الطموح ، تجد أن المصري معروف بطموحه وروح الكفاح هذا ليس بجديد فهو جزء من تاريخه وهويته لديه شغف لتحسين حياته والارتقاء بمستواه سواء على المستوى الفردي أو الجماعي فطموح المصريين ممكن يتقسم لمجالات كتير التعليم حيث ينظر له كوسيلة أساسية لتحقيق النجاح العمل لديه الطموح للتطور والسعي للأفضل وتجدهم يعملون داخل مصر وخارجها ليحسنوا حياتهم وحياة أسرهم. وفي الأعوام الأخيرة ظهر جيل جديد لديه طموح في ريادة الأعمال فكثير من الشباب المصريين بدأوا مشاريعهم الخاصة سواء في التكنولوجيا أو الصناعة أو حتى الفنون هذا يعكس رغبتهم في التغيير والإبداع. وخلال ذلك هناك وعي متزايد عند المصريين بدورهم في المجتمع منهم من يتشارك في مبادرات تنموية سواء لحل مشاكل زي الفقر أو التلوث أو لنشر الوعي والتعليم. وعلى المستوى الأكبر فيه طموح جماعي لتحسين صورة مصر أمام العالم ورفع مستواها الاقتصادي والسياسي. ده يظهر ذلك في مشروعات قومية كبيرة مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية. لكن، التحدي الحقيقي هو توفير بيئة داعمة تحقق هذه الطموحات مثل فرص عمل كافية تعليم بجودة عالية ودعم للشباب.دكتورة أسماء محمد سعد ، تناقش الحالة النفسية في مصر
تعليقات