.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

عتبة الإهداء في شعر علي محمود طه..بقلم أ.د. سعيد شوقي

الإهداء ؛ عتبة من عتبات النص .. قد تراه هينا لا يستحق التوقف بالدرس .. لكن ربما لو قرأت هذه المقاربة له في شعر علي محمود طه ؛ لتغير موقفك ..
أرجو أن ينال إعجابكم ..

عتبة الإهداء في شعر علي محمود طه :  

تمثل الإهداء في موقعين ، هما : إهداء الدواوين ، وإهداء القصائد ، دون وجود إهداء المجلد ، وتبدت سماته في كل منها ، كما يلي :

أولا– إهداء الدواوين :
1- ورد الإهداء في مفتح خمسة دواوين من دواوين الشاعر الثمانية ، هي : الملاح التائه - ليالي الملاح التائه - أرواح وأشباح - زهر وخمر - الشوق العائد ؛ مما يعني أن نسبة وروده مرتفعة ، إذ هي 62.5% ؛ ولم يرد في مفتتح ثلاثة دواوين من دواوين الشاعر الثمانية ، وهي : أفراح الوادي - هي وهو صفحات من حب - شرق وغرب : أصداء من الغرب - أصوات من الشرق ؛ مما يعني أن نسبة عدم وروده قليلة ، هي 37.5% .
2- قُدِم الإهداء بلغة النثر في أربعة دواوين ، من الدواوين الخمسة التي ورد فيها ، وهي : الملاح التائه - ليالي الملاح التائه - أرواح وأشباح - زهر وخمر ، هكذا :
الملائح التائه ، ص7 :
إلى أولئك الذين يستهويهم الحنين إلى المجهول !
إلى التائهين في بحر الحياة !
إلى رواد الشاطئ المهجور !
أهدي هذا الديوان
علي محمود طه .
ليالي الملاح التائه ، ص117 :
إلى الذين أطالوا التأمل في أسرار الكون
وأزهقهم التيه في مجاهل الحياة ..
إلى العائدين بأنس أحلامهم إلى وحشة مضاجعهم
بين اللهفة والحنين ..
إلى المتطلعين عبر الشاطئ المهجور في ارتقاب
عودة الملاح التائه ..
إليهم جميعا أقدم وحي لياليه وأهدي بعضا
من أشعاره وطرفا من حديث أسفاره
علي محمود طه .
أرواح وأشباح ، ص197 :
إلى صاحب
تاييس ، وسافو، وأفروديتا ، والزنبقة الحمراء .
صديقي الكاتب الكبير :
أحمد الصاوي محمد
تحية لأدبه وحبه
علي محمود طه .
زهر وخمر ، ص235 :
إلى صاحب القلم الشاعر ، والبيان الساحر
صديقي الكاتب الجليل الأستاذ :
أحمد حسن الزيات
ذكرى أول لقاء على ضفاف
المنصورة ، منذ عشرين عاما
في مستهل ربيع باسم .
علي محمود طه .
ولم يرد نثرا في ديوان واحد منها ، وهو : الشوق العائد ؛ إذ قدم فيه بلغة الشعر ، هكذا :
الشوق العائد ، ص287 :
إليها
من لياليَّ التي لم يهدأ الشوق عليها
من أمانيَّ التي كانت رؤىً في ناظريها
من أغانيَّ التي استلهمتُها من شفتيها
من دموع مازَجَتْ أدمعَها بين يديها
كلُّ ما قد رقَّ من شعري وما راق لديها
وهو ما ضمَّ كتابٌ ، هو : منها ، وإليها
علي محمود طه .
3- تفاوتت مساحة طول الإهداء من خمسة أسطر في ديوان الملاح التائه إلى تسعة أسطر في ديوان ليالي الملاح التائه . هكذا : الملاح التائه (5 أسطر)- ليالي الملاح التائه (9 أسطر) - أرواح وأشباح (6 أسطر) - زهر وخمر (7 أسطر)- الشوق العائد (8 أسطر) .
4- قُدِّم الإهداء ممهورا باسم الشاعر في الدواوين الخمسة التي ورد فيها ، واختفى الناشر تماما من تقديم أي إهداء .
5- ورد الإهداء خالصا لوجه الإهداء دون امتزاج بمدخل ، في دواوين أربعة ، هي : الملاح التائه - أرواح وأشباح - زهر وخمر - الشوق العائد ؛ وورد ممتزجا بمدخل في ديوان واحد ، هو ليالي الملاح التائه ، ص117 ، هكذا : " إليهم جميعا أقدم وحي لياليه وأهدي بعضا من أشعاره وطرفا من حديث أسفاره علي محمود طه " .
6- ورد الإهداء مباشرا مفردا من مهدي إلى مهدى إليه في ديوانين ، هما : أرواح وأشباح - زهر وخمر ، ومباشرا متعددا من مهدي إلى عديد من المهديين إليهم ، في ديواني الملاح التائه - ليالي الملاح التائه ؛ وغير مباشر مركبا من عديد من المهديين إلى مهدى إليه ، يهدي هو الآخر مرة ثانية إلى مهدى إليه في ديوان الشوق العائد .
7- أهدي الديوان إلى غير محدد في ثلاثة دواوين من الدواوين الخمسة التي ورد فيها ، وهي : الملاح التائه – ليالي الملاح التائه – الشوق العائد ، وأهدي إلى محدد بالاسم في الديوانين المتبقيين ، وهما : أرواح وأشباح - زهر وخمر .
8- ورد الإهداء موجها إلى الرجال في أربعة دواوين ، هي : الملاح التائه - ليالي الملاح التائه - أرواح وأشباح - زهر وخمر ، وموجها إلى النساء في ديوان واحد هو الشوق العائد.
9- وردت صفات المهدى إليه في الدواوين الخمسة التي ورد فيها الإهداء ، بصفات رجولية لمحدد في ديواني أرواح وأشباح ، ص197 ، هكذا : " صديقي الكاتب الكبير " - زهر وخمر ، ص 235 ، هكذا : " صاحب القلم الشاعر ، والبيان الساحر - صديقي الكاتب الجليل " ، وبصفات رجولية لغير محدد في ديواني الملاح التائه ، ص7 ، هكذا : " الذين يستهويهم الحنين إلى المجهول - التائهين في بحر الحياة - رواد الشاطئ المهجور " - ليالي الملاح التائه ، ص117 ، هكذا : " الذين أطالوا التأمل في أسرار الكون وأزهقهم التيه في مجاهل الحياة - العائدين بأنس أحلامهم إلى وحشة مضاجعهم بين اللهفة والحنين - المتطلعين عبر الشاطئ المهجور في ارتقاب عودة الملاح التائه " ؛ وبصفات نسوية ، في ديوان الشوق العائد ، ص 287، هكذا:" أمانيَّ التي كانت رؤىً في ناظريها-أغانيَّ التي استلهمتُها من شفتيها".
10- وردت الإشارات الزمنية بالإهداء في ثلاث دواوين من الدواوين الخمسة التي ورد فيها الإهداء ؛ معبرة عن انتظار زمن غير محدد في ديوان ليالي الملاح التائه ، ص117 ، هكذا : " المتطلعين عبر الشاطئ المهجور في ارتقاب عودة الملاح التائه " ؛ ومحددة لزمن شبه محدد في ديوان زهر وخمر ، ص 235 ، هكذا : " منذ عشرين عاما - في مستهل ربيع " ؛ ومعبرة عن زمن غير محدد في ديوان الشوق العائد ، ص287 ، هكذا : " من لياليَّ " .
11- وردت الإشارات المكانية بالإهداء في ديوانين من الدواوين الخمسة التي ورد فيها الإهداء ؛ متجهة إلى مكان غير محدد في ديوان الملائح التائه ، ص117، هكذا : " بحر الحياة - الشاطئ المهجور " ؛ وإلى مكان شبه محدد في ديوان زهر وخمر ، ص235 ، هكذا : " على ضفاف المنصورة" .
12- ورد في إهداء الدواوين إلماح إلى عناوين الدواوين في ثلاثة دواوين من دواوين الشاعر الخمسة التي اشتملت على إهداء : الملاح التائه – ليالي الملاح التائه – الشوق العائد ، ولم يرد أي إلماح في الديوانين المتبقيين ، هكذا : في ديوان الملاح التائه ، ص7 : " إلى المجهول – إلى التائهين – المهجور " ، وفي ديوان ليالي الملاح التائه ، ص117 : " التيه في مجاهل الحياة – الشاطئ المهجور – عودة الملاح التائه – حديث أسفاره " ، وفي ديوان الشوق العائد ، ص287 : " لم يهدأ الشوق عليها " .
13- ورد في إهداء الدواوين إلماح إلى القصائد التي وردت في الدواوين الثلاثة التي ورد بها إهداء ، هكذا : - ديوان الملاح التائه ، ص7 : تشير عبارات الإهداء فيه إلى قصائد داخل الديوان ، هكذا : " الحنين إلى المجهول " ، يشير إلى : (قصيدة الوحي الخالد، ص15) – " التائهين في بحر الحياة " ، تشير إلى : (قصيدة الملاح التائه ، ص19– قصيدة رجوع الهارب ، ص23) – " رواد الشاطئ المهجور " ، تشير إلى : (قصيدة على الصخرة البيضاء ، ص41– قصيدة صخرة الملتقى ، ص67– قصيدة الشاطئ المهجور، ص84) . ديوان ليالي الملاح التائه ، ص117 : تشير عبارات الإهداء فيه إلى قصائد داخل الديوان ، هكذا : " إلى الذين أطالوا التأمل في أسرار الكون " ، تشير إلى : (قصيدة القمر العاشق، ص123) – " العائدين بأنس أحلامهم إلى وحشة مضاجعهم بين اللهفة والحنين " ، تشير إلى : (قصيدة حلم ليلة ، ص138) . ديوان أرواح وأشباح ، ص197 : تشير عبارات الإهداء فيه إلى قصائد داخل الديوان ، هكذا : " صاحب تاييس وسافو " ، يشير هذا إلى اسمي تاييس وسافو اللذين وردا في قصائد عدة في الديوان عبر أنماط ثلاثة ، هي :
أ-الإهداء وعلاقته بالعناوين البينية / الجانبية الرأسية : قصيدة في المساء ، ص206 (سافو – تاييس/2)- قصيدة المرأة والفن نص210 (سافو/3-تاييس) - قصيدة الكيد العظيم ، ص214 (سافو/2-تاييس/6)- قصيدة عودة ، ص220 (سافو/4-تاييس/3) - قصيدة الرجل ، ص230 ( سافو/5 – تاييس/3) .
ب- الإهداء وعلاقته بالعناوين البينية / العرضية الأفقية : قصيدة عودة ، ص220( سافو) .
ج-الإهداء وعلاقته بمدخل القصائد : قصيدة الحية الخالدة ، ص208 ( تاييس) ، هكذا : " تاييس تفتتح كتابا وتقرأ من قصيدة الحية الخالدة " – قصيدة دنيا النساء ، ص213(بليتس) ، هكذا : " بليتيس تخاطب تاييس في ألم وغضب " – قصيدة الكيد العظيم ، ص214 (تاييس) ، هكذا : " تاييس مسترسلة في كلامها " – قصيدة الرجل ، ص230 (سافو- تاييس) ، هكذا : " يسمع صوت من وراء غمامة قريبة تنشق عن الشاعر في موقف اضطراب ، سافو تنظر إليه في دهشة بينما تاييس وبليتس متجهتان إلى هرميس " .
ثانيا- إهداء القصائد :
1- ورد إهداء القصائد في مفتتح بعض قصائد ستة دواوين من دواوين الشاعر الثمانية ، هي : الملاح التائه (قصيدة واحدة) - ليالي الملاح التائه (5 قصائد) – أفراح الوادي (قصيدتان) - زهر وخمر(قصيدتان) - الشوق العائد (قصيدة واحدة) – شرق وغرب : أصداء من الغرب (قصيدة واحدة) - أصوات من الشرق (قصيدة واحدة) ؛ مما يبين عن أنه ورد في (13 قصيدة ) ، ولم يرد في مفتتح أي قصيدة في ديوانين من دواوين الشاعر الثمانية ، هما : أرواح وأشباح - هي وهو صفحات من حب ؛ مما يعني أمرين :
أ- أن نسبة وروده - بالنسبة إلى قصائد الشاعر في كل دواوينه الثمانية التي وصل عددها إلى (134 قصيدة) - هي نسبة قليلة جدا ، إذ تصل إلى 9.6% .
ب- أن أكبر نسبة ورود له – بالنسبة إلى عدد القصائد التي ورد فيها وهي (13 قصيدة) كان في ديوان الملاح التائه ، إذ ورد في (خمس قصائد) بنسبة 38.5% .
ج- أن تواتر وجوده خطيا وعدديا كان كما يلي : في ديوان الشاعر الأول الملاح التائه في قصيدة واحدة ، وفي الثاني ليالي الملاح التائه في خمس قصائد وفي الثالث والرابع أفراح الوادي وأرواح وأشباح في قصيدتين وفي بقية الدواوين : زهر وخمر والشوق العائد وهي وهو صفحات من حب وشرق وغرب في قصيدتين .
2- قُدِم الإهداء بلغة النثر في فقرة أو فقرتين في ثلاث قصائد من القصائد الثلاث عشرة التي ورد فيها الإهداء ، هكذا :
- قصيدة ليالي كليوباترة ، ص237 :
" كتَبتْ إلى الشاعر تقول : قرأتُ لك عن ليلة النيل والموج وهو يروي حلم ليلة من ليالي كليوبترة ، فهلا وصفت لنا ليلة من تلك الليالي ، وهل لنا بصورة حلم من أحلامها " . فإلى صاحبة تلك الإثارة الرائعة إهداء هذه القصيدة " .
- قصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 :
" ليلة 20 أغسطس ، مهداة إلى فتاة " برن " . " يتفرد نهر الرين بجنات أعنابه ، وأشجاره الباسقة ، وقصوره التاريخية ، ذلك النهر الذي ينبع من سويسرا ويمر بين فرنسا وألمانيا ويخترق هولندا حتى مصبه في بحر الشمال . وقد تغنى بجماله وفتنته شعراء مبدعون احتفل الأدب بآثارهم فأودعوا قصائدهم أرخم ما غناه عشاق نهر الرين ، وقد أوحت إلى الشاعر المصري ليلة قضاها على ضفافه بهذه القصيدة التي أهداها إلى صديقة سويسرية التقى بها في ذلك الجو الساحر " .
- قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص133 :
" هو ربان حاملة الطائرات " كارجيس " التي أغرقتها غواصة ألمانية ، في بدء الحرب الحاضرة ، وقد نشرت هذه القصيدة مهداة من الشاعر إلى صديقه الكاتب الكبير الأستاذ محمد توفيق دياب الذي تفضل بتقديمها بالكلمة الآتية : جمعتني في " الأهرام " إحدى أمسياتها الساهرة الباهرة بنخبة من الأصدقاء المولعين بالصحافة والأدب ، وكان مدار سمرنا بطولة قائد البارجة البريطانية " كارجيس " إذ آثر الموت غريقا مع سفينته على الحياة بعدها ، وكم كان مشهده عجيبا رهيبا وهو يهوي مع الحطام صوب القاع ، حتى إذا بلغ الماء هامته ، ألقى بقبعته على الموج إجلالا للموت ، وإكبارا للبحر الذي حمله حيا وضمه ميتا ! وكان من حظ الشعر والأدب أن اتجه الجمع السامر بندوة " الأهرام " إلى الصديق الشاعر علي محمود طه يدعوه إلى إعمال شاعريته في هذا الحادث الجليل الفذ ، ولعلي كنت أشد الإخوان إغراء له بهذا الصنيع ، لذلك تفضل وأهدى إلى شخصي الضعيف قصيدته العصماء التي جاءت ثمرة نضيجة لسمر تلك الأمسية ، وأنا أتشرف بدوري فأهديها إلى عشاق الأدب الرفيع من قراء " الأهرام" .
- قصيدة على حاجز السفينة ، ص357 :
" إلى الغريبة الشائقة ، ذات الرداء الأبيض ، التي تظهر كل ليلة وحدها ، متكئة على حاجز السفينة ، ساهمة حالمة " .
وقُدّم في جملة أو عدة جمل في ست قصائد من القصائد الثلاث عشرة التي ورد فيها الإهداء هكذا :
- قصيدة طاقة زهر ، ص293 : " إلى المودعة الجميلة " .
- العشاق الثلاثة ، ص189 : " إلى أدعياء الحكمة والمعرفة " .
- قصيدة نشيد أفريقي/عودة المحارب ، ص136 : " إلى الذين قدسوا الحياة بحب الموت ! ".
- قصيدة هي ، ص142 : " إلى التي علمتني كيف أحب وكيف أكره " .
- قصيدة ميلاد زهرة ، ص240 : " إلى الطيور النائمة في أعشاشها قبيل فجر شتاء " .
- قصيدة القمر العاشق ، ص123 : " إلى ذات الغلالة الرقيقة النائمة تحت نافذتها المفتوحة في ليالي الصيف المقمرة " .
- قصيدة على النيل ، ص385 :
" من ابن الشمال إلى ابن الجنوب . إلى ابن الوادي ، أخي في الله ، أخي في الدين ، أخي في النيل " .
وقُدِم تركيبا بوصفه عنوانا في قصيدتين من القصائد الثلاث عشرة التي ورد فيها الإهداء هكذا :
- قصيدة إلى سيد درويش ، ص76 : عنوان القصيدة نفسه يمثل إهداء - الباحث .
- قصيدة إلى راقصة ، ص139 : عنوان القصيدة نفسه يمثل إهداء - الباحث .
4- تفاوتت مساحة طول الإهداء في القصائد التي ورد فيها الإهداء من كلمتين في سطر واحد في قصيدة إلى راقصة ، ص139، إلى اثني عشر سطرا في قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت في قصيدة ليالي الملاح التائه . هكذا : - قصيدة إلى سيد درويش ، (سطر واحد) - قصيدة القمر العاشق ، (سطر واحد) - قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، (15سطرا) - قصيدة نشيد أفريقي/عودة المحارب ، (سطر واحد) - قصيدة إلى راقصة ، (سطر واحد) - قصيدة هي ، (سطر واحد) - قصيدة خمرة نهر الرين ، (7 ـسطر) - قصيدة ليالي كليوباترة ، (4 أسطر) - قصيدة ميلاد زهرة ، (سطر واحد) - قصيدة طاقة زهر ، (سطر واحد) - قصيدة على حاجز السفينة ، (سطران) - قصيدة على النيل ، (سطران) .
5- قدم الإهداء من قبل الشاعر في كل القصائد الثلاث عشرة التي ورد فيها ، واختفى الناشر من تقديم أي إهداء .
6- ورد الإهداء خالصا لوجه الإهداء دون امتزاج بمدخل في ست قصائد ، هي : قصيدة نشيد أفريقي/ عودة المحارب ، ص136 - قصيدة القمر العاشق ، ص123 - قصيدة هي ، ص142- قصيدة العشاق الثلاثة ، ص189 - قصيدة ميلاد زهرة ، ص240 - قصيدة طاقة زهر ، ص293 . وورد ممتزجا بمدخل في سبع قصائد ، ثنتان منها ممتزجا بالعنوان ، وهما : قصيدة إلى سيد درويش ص76 ، هكذا : إلى سيد درويش ، وقصيدة إلى راقصة ، ص139 ، هكذا : إلى راقصة ؛ وخمسة منها ممتزجا بمدخل ، وهم : قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص133 ، هكذا : " هو ربان حاملة الطائرات " كارجيس " التي أغرقتها غواصة ألمانية ، في بدء الحرب الحاضرة ، وقد نشرت هذه القصيدة مهداة من الشاعر إلى صديقه الكاتب الكبير ، إلخ " - قصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 ، هكذا : " ليلة 20 أغسطس ، مهداة إلى فتاة " برن " . " يتفرد نهر الرين بجنات أعنابه ، وأشجاره الباسقة ، وقصوره التاريخية ، إلخ " - قصيدة ليالي كليوباترة ، ص 237 ، هكذا : " كتَبتْ إلى الشاعر تقول : ... وهل لنا بصورة حلم من أحلامها ". فإلى صاحبة تلك الإثارة الرائعة إهداء هذه القصيدة " - قصيدة على حاجز السفينة ، ص357 ، هكذا : " إلى الغريبة الشائقة ، ذات الرداء الأبيض ، التي تظهر كل ليلة وحدها ، إلخ " - قصيدة على النيل ، ص385 ، هكذا : " من ابن الشمال إلى ابن الجنوب ، إلى ابن الوادي ، أخي في الله ، أخي في الدين ، أخي في النيل " .
6- ورد الإهداء مباشرا مفردا من مهدي إلى مهدى إليه في كل القصائد التي ورد فيها الإهداء ، وورد ومباشرا متعددا في قصيدة واحدة ، هي : مصرع الربان/قاهر الموت ، ص134 ، حيث أهدى المهدى إليه الإهداء إلى آخر مرة ثانية .
7- أهديت القصائد التي ورد فيها إهداء إلى غير محدد في إحدى عشرة قصيدة ، هي : قصيدة القمر العاشق ، ص123 - قصيدة نشيد أفريقي/ عودة المحارب ، ص136 - قصيدة إلى راقصة ، ص139 - قصيدة هي ، ص142 - قصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 - قصيدة العشاق الثلاثة ، ص189 - قصيدة ليالي كليوباترة ، ص237 - قصيدة ميلاد زهرة ، ص240 - قصيدة طاقة زهر ، ص293 - قصيدة على حاجز السفينة ، ص257 - قصيدة على النيل ، ص385 ؛ وإلى محدد بالاسم في قصيدتين ، هما : قصيدة إلى سيد درويش ، ص76 - قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص134 .
8- ورد الإهداء موجها إلى الإناث في سبع قصائد ، هي : قصيدة القمر العاشق ، ص123 - قصيدة إلى راقصة ، ص139 - قصيدة هي ، ص142 - قصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 - قصيدة ليالي كليوباترة ، ص237 - قصيدة طاقة زهر ، ص293 - قصيدة على حاجز السفينة ، ص257 ؛ وموجها إلى الرجال في خمس قصائد ، هي : قصيدة إلى سيد درويش ، ص76 - قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص134 - قصيدة نشيد أفريقي/ عودة المحارب ، ص136 - قصيدة العشاق الثلاثة ، ص189 - قصيدة على النيل ، ص385 ، وموجها إلى الطيور في قصيدة واحدة ، هي : قصيدة ميلاد زهرة ، ص 240 .
9- تجوهلت صفات المهدى إليه في ثلاث قصائد من القصائد التي ورد فيها الإهداء ، وهي : قصيدة إلى سيد درويش ، ص76 ، وقصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص134 ، وقصيدة إلى راقصة ، ص139 ؛ ووردت في القصائد التي كان فيها الإهداء في عشر قصائد ، ست منها ، صفات نسوية ، كما يلي : قصيدة القمر العاشق ، ص123 ، هكذا : " ذات الغلالة الرقيقة - النائمة تحت نافذتها المفتوحة في ليالي الصيف المقمرة " ، وقصيدة هي ، ص142 ، هكذا : " التي علمتني كيف أحب وكيف أكره " ، وقصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 ، هكذا : " صديقة سويسرية " ، وقصيدة ليالي كليوباترة ، ص237 ، هكذا : " صاحبة تلك الإثارة الرائعة " ، وقصيدة طاقة زهر ، ص293 ، هكذا : " المودعة الجميلة " - قصيدة على حاجز السفينة ، ص 257 ، هكذا : " الغريبة الشائقة ، ذات الرداء الأبيض ، التي تظهر كل ليلة وحدها ، متكئة على حاجز السفينة ، ساهمة حالمة " . وثلاث منها صفات رجولية ، هكذا : قصيدة نشيد أفريقي/عودة المحارب ، ص136 ، هكذا : " الذين قدسوا الحياة بحب الموت ، وقصيدة العشاق الثلاثة ، ص189 ، هكذا : " أدعياء الحكمة والمعرفة " ، وقصيدة على النيل ، ص385 ، هكذا : " ابن الشمال - ابن الجنوب - ابن الوادي - أخي في الله - أخي في الدين - أخي في النيل " . ومرة واحدة صفة للطير ، هكذا : قصيدة ميلاد زهرة ، ص240 ، هكذا : " الطيور النائمة في أعشاشها قبيل فجر شتاء " .
10- وردت الإشارات الزمنية بالإهداء في ست قصائد من القصائد التي ورد فيها إهداء ؛ متجهة نحو زمن الليل ؛ أوله وأوسطه وآخره ، هكذا : قصيدة القمر العاشق ، ص123 ، هكذا : " في ليالي الصيف المقمرة " وقصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص134 ، هكذا : " في بدء الحرب الحاضرة ، إحدى أمسياتها الساهرة - تلك الأمسية " ، وقصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 ، هكذا : " ليلة 20 أغسطس ، ليلة قضاها " ، وقصيدة ليالي كليوباترة ، ص237 ، هكذا : " ليلة النيل ، ليلة من ليالي كليوبترة ، ليلة من تلك الليالي " ، وقصيدة ميلاد زهرة ، ص240 ، هكذا : " قبيل فجر شتاء " ، وقصيدة على حاجز السفينة ، ص257 ، هكذا : " كل ليلة " ؛ ومتجهة إلى أزمنة أخرى ، غير محددة بالإضافة إلى الليل في ثلاث قصائد من الستة ، وهي : قصيدة القمر العاشق ، ص133 ، هكذا : " الصيف " وقصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص134 ، هكذا : " في بدء الحرب الحاضرة " – قصيدة خمرة نهر الرين ، ص 171 ، هكذا : " 20 أغسطس " .
11- وردت الإشارات المكانية بالإهداء في سبع قصائد من القصائد التي ورد فيها إهداء ؛ متجهة إلى غير مكان محدد ؛ في أربع قصائد ، هي : قصيدة القمر العاشق ، ص123 ، هكذا : " تحت نافذتها المفتوحة " وقصيدة ليالي كليوباترة ، ص237 ، هكذا : " الموج " ، وقصيدة ميلاد زهرة ، ص240 ، هكذا : " في أعشاشها " ، وقصيدة على حاجز السفينة ، ص357 ، هكذا : " حاجز السفينة " ؛ وإلى مكان شبه محدد في قصيدة واحدة ، هي : قصيدة على النيل ، ص385 ، هكذا : " الشمال - الجنوب - الوادي - النيل " ؛ وإلى مكان محدد في قصيدتين ، هما : قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص134 ، هكذا : " جمعتني في " الأهرام " ، وقصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 ، هكذا : " على ضفافه " .
12- ورد في إهداء القصائد إلماح إلى عناوين القصائد التي ورد فيها إهداء ، في كل القصائد التي قدم لها إهداء ، ما عدا في قصيدة واحدة هي : قصيدة العشاق الثلاثة ، ص189 ، بالأنواع الثلاثة التالية :
أ- علاقة ذاتية بين الإهداء وعنوان القصيدة : ولقد ورد ذلك في قصيدتين ، هما : قصيدة إلى سيد درويش ، ص76 ، وقصيدة إلى راقصة ، ص139 ، حيث ورد عنوان كل قصيدة في إهدائها أو إهداء كل قصيدة في عنوانها ، كما يتبدى ذلك في عنوانهما .
ب- علاقة عضوية مباشرة بين الإهداء والعنوان الرئيس : ولقد ورد ذلك في ثلاث قصائد : قصيدة القمر العاشق ، ص123 ، ورد هكذا : " في ليالي الصيف المقمرة " - قصيدة هي ، ص142 ، ورد هكذا : " علمتني كيف أحب وكيف أكره " - قصيدة على حاجز السفينة ، ص357 ، ورد هكذا : " إلى الغريبة الشائقة ، ذات الرداء الأبيض ، التي تظهر كل ليلة وحدها ، متكئة على حاجز السفينة " .
ج- علاقة عضوية مباشرة بين الإهداء والعنوان الفرعي : ولقد ورد ذلك في قصيدة واحدة ، هي : قصيدة نشيد أفريقي/عودة المحارب ، ص136 ، ورد هكذا : " بحب الموت ! "
د- علاقة عضوية مباشرة بين العنوان وما يتداخل مع الإهداء من مدخل : ولقد ورد ذلك في أربع قصائد : قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص124 ، ورد هكذا : " هو ربان حاملة الطائرات " كارجيس " التي أغرقتها غواصة ألمانية ، في بدء الحرب الحاضرة ، وقد نشرت هذه القصيدة مهداة من الشاعر إلى صديقه الكاتب الكبير " ، وقصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 ، ورد هكذا : " ليلة 20 أغسطس ، مهداة إلى فتاة " برن " . " يتفرد نهر الرين بجنات أعنابه ، وأشجاره الباسقة ، وقصوره التاريخية " ، وقصيدة ليالي كليوباترة ، ص237 ، ورد هكذا : " كتَبتْ إلى الشاعر تقول : قرأتُ لك عن ليلة النيل والموج وهو يروي حلم ليلة من ليالي كليوبترة ، فهلا وصفت لنا ليلة من تلك الليالي . فإلى صاحبة تلك الإثارة الرائعة إهداء هذه القصيدة " ، وقصيدة على النيل ، ص385 ، ورد هكذا : " أخي في النيل " .
هـ- علاقة عضوية غير مباشرة : ولقد ورد ذلك في قصيدتين : قصيدة ميلاد زهرة ، ص240 ، ورد هكذا : " إلى الطيور النائمة في أعشاشها قبيل فجر شتاء " ، وقصيدة طاقة زهر ، ص293 ، ورد هكذا : " إلى المودعة الجميلة " .
13- ورد في إهداء القصائد إلماح إلى نصوص القصائد التي ورد فيها إهداء ، في كل القصائد التي قدم فيها إهداء ، ما عدا قصيدتين ، حسب علاقتين : عضوية مباشرة ، وغير مباشرة ، فيما يلي
أ- علاقة عضوية مباشرة بين الإهداء ونص القصيدة : ولقد ورد ذلك في :
- قصيدة القمر العاشق ، ص123 ، هكذا :
إذا ما طافَ بالشُّرْفَةِ ضوءُ القمرِ المضْنَى
وأنتِ على فراشِ الطُّهْرِ كالزنبقة الوَسْنَى .
- قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص134 ، هكذا :
هوى بكَ الفُلْكُ إلا هامةً رُفِعَت *** لها من المجدِ إعظامٌ وإكبارُ
- إلى راقصة ، ص139 ، هكذا :
إذا أطلقَ الضوءُ أطيافَه *** ولفَّ بها خَصرَكِ الضَّامِرا
- قصيدة هي ، ص142 ، هكذا :
هي الكأس مشرقةً في يديكَ *** فماذا أرابكَ في خمرِها ؟
- قصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 ، هكذا :
أيها الشاعرُ ، هذا الرَّيْنُ ، فاصدحْ بالأغاني
- قصيدة ليالي كليوبترة ، ص237 ، هكذا :
كليوباترا ! أيُّ حُلمٍ من لياليكِ الحِسَانِ
- قصيدة ميلاد زهرة ، ص240 ، هكذا :
قد بشَّرَ الأرضَ بها مُرْسَلٌ *** مُجَنَّحٌ من نسماتِ الجِنَانْ
والنورُ سِرٌ في ضميرِ الدُّجى *** والفجرُ طيفٌ لم يَبنْ للعيانْ
- قصيدة طاقة زهر ، ص293 ، هكذا :
زهراتُكِ الحُمْرُ التي أسْلمْتِها *** بيديْ مودِّعةٍ يمينَ مودِّعِ
- قصيدة على حاجز السفينة ، ص357 ، هكذا :
هفهافةُ الثوبِ في بياضٍ *** يكاد عن روحها يشفُّ
- قصيدة على النيل ، ص385 ، هكذا :
أخي ، إن وردتَ النِّيلَ قبل ورودي *** فحيِّ ذمامي عندَه وعُهُودِي
- قصيدة نشيد بطل الريف ، ص402 ، هكذا :
الأهلُ أهلُك ، يا أميرُ ، كما تَرَى *** والدَّارُ دارُك قُبَّةً وعِمَادَا
ب- علاقة عضوية غير مباشرة : ولقد ورد ذلك في قصيدتين ؛ قصيدة العشاق الثلاثة ، ص189 ، وقصيدة إلى سيد درويش ، ص76.
إن جملة هذه السمات لإهداء الدواوين والقصائد أظهرت لنا جملة من الدلالات ، هي :
1- أن الشاعر لم يكن معنيا إلى حد بعيد بإهداء قصائده ، إذ شكل إهداء القصائد 9.6% من جملة قصائده ؛ لذا لم يكن شكل تواترها ولا كم عددها دالين ، لكنه كان معنيا إلى حد كبير بإهداء دواوينه ، إذ شكل إهداؤه للدواوين 62.5% . وربما يُفسر ذلك باكتفاء الشاعر بإهداء الديوان ، ومن ثم ما بداخله من قصائد ، رغم أنه قد يصطفي من بين دواوينه المهداة بطريقة عشوائية لا منهج دال فيها ، قصيدة أو أكثر يفرد إهداءها لآخر مرة أخرى ، ولقد حدث ذلك في دواوين لم تُهد أصلا ، مثل ديوان شرق وغرب إذ أَهدى فيه قصيدتين في قسميه المكونين وهما : أصداء من الغرب (أهدى قصيدة واحدة ، هي قصيدة على حاجز السفينة ، ص357) وأصوات من الشرق (أهدى قصيدة واحدة ، هي قصيدة على النيل ، ص385) . على أن ثمة ملاحظة يجب ذكرها عند تتبعنا للبعد الخطي في إهداء دواوين الشاعر ، وهي أن الشاعر في آخر ديوانين من دواوينه لم يقدم إهداء ، وكأنه مل تجربة الإهداءات ، أما في بداية نتاجه فلقد أهدى كل دواوينه الخمسة ، ماعدا ديوان أفراح الوادي الذي لم نجد له إهداء ، ولعل ذلك يعود إلى أن الناشر كان قد اعتذر عما به من قصائد تعود إلى العصر الملكي ، فلم يكن ثمة داع لتقديم إهداء يزيد الطين بلة في إبانه . أما ما كان من عدم وجود إهداء في مجلد الشاعر ، فربما يرجع إلى أن دواوينه طبعت في مجلد لأول مرة في غير حياته ، فلم يرد ناشره أن يضيف إلي مجلده شيئا ، خصوصا والإهداء شديد الارتباط بالشاعر نفسه .
2- أن الشاعر كان معنيا بالفصل بين لغة شعره ولغة إهدائه ؛ إذ ساقها نثرا في سبعة عشر إهداء ، وشعرا في إهداء واحد ، فرضه موضوع ديوانه ، حيت كان الإهداء بالشعر في مقطوعة تسمى : إليها ، ص287 ، اتفاقا مع الجو العاطفي الخاص الذي فرضه جو ديوانه الشوق العائد . ولعل هذا الفصل بين نثر إهدائه وقصائده كان لعدة أسباب ؛ أولها ؛ إتاحة مساحة إسهاب في سطور الكتابة ما بين كلمتين كما في قصيدة إلى راقصة ، ص139 ، والسطور المفتوحة ؛ ليدون فيها الشاعر إهداءه في بعض الموضوعات ، لا سيما في الإهداءات التي تقترب من التداولية ، وتفارق لغة الشعر وتطول ، من مثل إطالته في إهداء قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، ص133 ، التي وصلت إلى اثني عشر سطرا ؛ وثانيها ؛ إقراب إهدائه من لغة الرسائل التي تتفق مع جو الإهداء ، من مثل : إهداء قصيدة على النيل ، ص385 ، وثالثها ؛ تحميل إهدائه بزخم فني فضلا عن التداول ؛ بما يقارب الكتابة الفنية ، من مثل ، إهداء قصيدة خمرة نهر الرين ، ص171 ؛ ورابعها ؛ إطالت إهدائه وتقصيره إلى أقل عدد من الألفاظ ، حسبما يريد الشاعر ، على خلاف الكتابة الشعرية التي قد تفرض قلة محددة من مثل : " إلى المودعة الجميلة " ، في إهداء قصيدة طاقة زهر ، ص293 ؛ وخامسا ؛ مزج إهدائه بنص مصاحب آخر ؛ هو العنوان ، وكأنه منه ، مثلما مزح الإهداء بالعنوان في قصيدة إلى سيد درويش ، ص76 ، إذ يمثل الإهداء عنوان القصيدة نفسه .
3- أن ورود الإهداء خاصا بوجه الشاعر دون الناشر على خلاف بعض نصوص المدخل المصاحبة ، التي ستنسب بعدُ إلى الناشر في المدخل والهامش ؛ يبين عن خصوصية علاقة الإهداء واقتصارها فقط على الشاعر ذاته ؛ إذ هي هو ، وهو هي ، لا فكاك بينهما ؛ الحال التي جعلت الناشر يمسك عن تقديم أي إهداء غير إهداء الشاعر ، فالإهداء نص مصاحب لا يمكن ذكره بدون المؤلف .
4- أن ورود الإهداء تراوح تساويا نسبيا ، بين وروده خالصا لوجه الإهداء وممتزجا بنصين مصاحبين آخرين ، هما العنوان والمدخل ، بعدد (10) إلى (😎 ، ثنتان منها ممتزجا بالعنوان وستة منها ممتزجا بالمدخل . وهذا إن دل فإنما يدل على تأرجح الشاعر تساويا في حركة بندولية بين إهداءاته ونصوصه ، بالكيفية التي يود فيها أن تنافذ إهداءاته نصوصه ؛ بِنيةً لا مصاحبةً . ولعل هذا يوضح كيف كانت جل إهداءاته مباشرة منه إلى المُهدى إليهم ، سواء أكانوا أفرادا أم متعددين (15مرة ) ؛ (12) مباشر مفرد ، و(3) مباشر متعدد ، وكأنه يود النفاذ مباشرة إلي قلوبهم ، من هنا أيضا كانت قلة الإهداء غير المباشر المركب (مرتان) ؛ من عديد من المهديين إلى مهدى إليه .
5- أن جل إهداءات الشاعر كانت إلى غير محدد بالاسم ، وردت (14 مرة) ، وهذا يتفق مع الجو العام غير المحدد ، الغائم ، لعالم الشاعر ، وتسميات دواوينه وقصائده ، الذي يجعل المعنى عاما مطلقا ، وإلى محدد (4مرات) وربما كان المهدى التداولي هو السبب ، ففي ديوان أرواح وأشباح ، كان إهداء الديوان تحديدا إلى صديق الشاعر : أحمد الصاوي محمد ، ص197 ، وفي قصيدة إلى سيد درويش ، ص76 ، كان الإهداء تحديدا إلى سيد درويش ، وفي قصيدة مصرع الربان/قاهر الموت ، كان الإهداء تحديدا لربان حاملة الطائرات "كارجيس " ، ص133. وقد يبين ولع الكاتب في إطلاق إهداءاته دون تحديد أنه عندما حدد الإهداء للطيور في قصيدة ميلاد زهرة ، ص240 ، كان مقصده عاما مطلقا ، رغم تحديده بالطيور في الإهداء ، هكذا : " إلى الطيور النائمة في أعشاشها قبيل فجر شتاء " . وثمة ملحوظة هنا قيمة وهي أن جل ما وجه من إهداءات في مقدمات الدواوين كانت للرجال ، وجل ما وجه من إهداءات في مقدمات القصائد كانت للنساء ، وبالتالي فإن الصفات الرجولية تواترت أيضا في إهداءات الدواوين في مقابل الصفات الأنثوية التي تواترت في إهداءات قصائد الدواوين ، وقد يُدل على ذلك بحميمية العلاقة إهداء بالمرأة قربا من القصائد ، وتلك صفة رومانسية حقا . وثمة ملحوظة أيضا وهي أن الشاعر لم ينس أنه شاعر رومانسي يمتزج بالطبيعة ، ومن ثم نجد له إهداء عاما لطيور الطبيعة داخل الدواوين أيضا كما أشرنا .
6- ورد في الإهداء إشارات زمنية غير محددة بأشكال عدة ؛ فتارة تكون معبرة كما هي عن زمن غير محدد (مرة واحدة) وتارة تكون معبرة عن انتظار زمن غير محدد (ثلاث مرات) وتارة تكون محددة لزمن شبه محدد (مرة واحدة) . وإذا حددت بزمن معين تكون متجهة نحو زمن الليل ؛ أوله وأوسطه وآخره (6 مرات) أو متجهة إلى أزمنة أخرى غير محددة بالإضافة إلى الليل أيضا (ثلاث مرات) . وكما بدا فإن هذا الجو من عدم تحديد الزمن وإطلاقه ، وتحديده بالليل ، يتفق مع الغلالة الغائمة التي تكتنف شعر الشاعر .
7- ورد في الإهداء إشارات مكانية غلب فيها التحديد على خلاف الإشارات الزمنية ، إذ حددت في إهداءات الدواوين والقصائد (6مرات) ولم تحدد في (4مرات) ، وقد يكون ذلك لأن جل الأماكن التي حددت هي أماكن رتع فيها الشاعر وأقام .
8- أن الشاعر كان حريصا على ربط إهدائه للدواوين بعناوين القصائد ونصوصها ، ولقد حدث ذلك في ثلاثة دواوين من الخمسة التي ورد فيها إهداء ؛ لتتضافر النصوص المصاحبة ونصوص الشاعر معا لحمة وسداة .
9- أن الشاعر كان حريصا على ربط إهدائه للقصائد بعناوينها ، للهدف السابق ذاته ، ولقد حدث هذا في كل القصائد التي ورد فيها إهداء ، وكل النصوص التي ورد فيها إهداء ما عدا في ثلاث قصائد كما ذكرنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق