دراسات في الصحة النفسية [2] بقلم د/أسماء محمد سعد

الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي

جدير بنا الإشارة إلى سلامة الجسد ثم النفس فمن سلم بدنه تتعافى نفسيته بإرادته وعزيمته بعون الله تعالى ويقودنا هذا إلى الجانب النفسي حيث الاضطرابات او المرض بشيء من البساطة فالاضطراب هو تطور للحالة المزاجية السيئة حيث تراكم الضغوطات واهمال النفس تؤدي إلى اضطراب ، أما اهمال الاضطراب يتحول لمرض نفسي وهذا لا يقارن بالمرض العقلي الذي هو اختلال في كيميا المخ فإنه يأتي من سيطرة بعض المعتقدات الوهمية على المريض أو تعرضه لنوبات من الهلاوس السمعية والبصرية التي قد تؤدي بالمريض في النهاية لحالة من الانهيار الذهاني ولمزيد من الإيضاح نشير إلى

تأثير المرض النفسي والعقلي على الإنسان

اولا المرض النفسي:

نجد أنه خلل في الحالة العاطفية (الصحة النفسية) لشخص ما ، تنتج الاضطرابات النفسية . وتكون غالبا بسبب زيادة حدة مشاعر القلق والتوتر والتعرض إلى الضغوط لفترات طويلة وقدرة الشخص على التحمل مختلفة أي أنه مرض مَرحلي أي تظهر أعراضه بصورة تدريجية نتيجة المعاناة من أزمة ما أو مواجهة الضغوط لمدة معينة وله خطراً جسيماً حال استمراره لفترة طويلة؛ فقد يُقدم المريض على إيذاء نفسه أو محاولة الانتحار كما أنها قد تكون سبباً في انجرافه إلى أحد أشكال الإدمان السلوكي أو أن تكون من أسباب إدمان المخدرات او العقاقير مثل المسكنات أو الكحوليات، لذا يجب مراجعة الطبيب المختص فور ملاحظة تغيرات حادة ومستمرة في الحالة النفسية وسلوكيات الفرد.

ومن أنواع الأمراض النفسية

اضطرابات القلق ،اضطرابات المزاج ،الاضطرابات الذهانية ، اضطراب الوسواس القهري  ، الاضطرابات العصبية النمائية ، اضطرابات الأكل ، اضطرابات النو ، اضطرابات الشخصية ، اضطراب ما بعد الصدمة ، اضطرابات التحكم في الدافع ، اضطراب إدمان المواد المخدرة

ثانيا  المرض العقلي:

حيث أنه مجموعة من المعتقدات والأفكار التي يتبناها  المريض رغم كونها وهمية وكذا قد يتعرض المرضى لنوبات من الهلاوس حيث يرون أو يسمعون أشياءً لا وجود لها وبالرغم من اختلاف  المرض العقلي والمرض النفسي إلا أن هناك ما يربط بينهما، إذ أن المرض العقلي في حد ذاته قد يكون امتداداً لإحدى حالات المرض النفسي التي تأخر علاجها، حيث تلاحظ أن حالات الذهان قد تنتج في الأساس عن الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية مثل نوبات الاكتئاب الحاد أو اضطراب القلق.

ومن أنواع المرض العقلي

و الأمراض العقلية يمكن تقسيمها إلى عدة أنواع بناءً على الأسباب الرئيسية التي أدت إلى حدوث هذا المرض العقلي، وهي: الأمراض العضوية الناتجة عن وجود مشكلة في الدماغ، كالخلل في تكوين المخ وخلاياه ، و الأمراض الوظيفية كعجز أحد أعضاء الجسم من القيام بعمله بالشكل الطبيعي ، و الأمراض التسممية، كأن يحدث تسمم في بعض أعضاء الجسم نتيجةً لتناول المواد السامة ، و قد يكون المرض العقلي ناجم عن نقص في كمية بعض أنواع الفيتامينات في الجسم، أو نقص الأملاح المعدنية ، و الأمراض المرتبطة بأسباب خارجية كأن يتلقى الشخص ضربة قوية على الرأس مسببة له الارتجاج في المخ، أو الإصابة بضربة الشمس، أو تعاطي  المخدرت، أو الكحول ، والأمراض العقلية عند الأطفال، نتيجة حدوث مشاكل أثناء فترة الحمل. ومن هذه  الأمراض العقلية الفصام. الهوس. الاضطراب ثنائي القطب ، و الاكتئاب الشديد.

والخلاصة يجب أن يتم التمييز إذا ما كان المرض عقلياً أو نفسياً، فالمرض النفسي يتميّز بوجود اضطرابات عصابية، والمرض العقلي يتميز بوجود اضطرابات ذهانية، والمريض النفسي يختلف عن المريض العقلي بأنه يكون عالماً بحالته وبأنه مريض وهو لا يتقمص الشخصيات، ويكون سلوكه مقبولاً، وهلاوسه تخيفه وهي قليلة الحدوث، بعكس المريض العقلي الذي لا يكون على علم بما يحدث معه أو من حوله والذي يمكنه تقمّص الشخصيات والعيش على هذا الأساس وتصبح شخصيته مختلفة بشكل تام، وسلوكه يكون واضحاً تماماً وهو غير مقبول اجتماعياً، وهو غالباً ما تحدث له الهلاوس والتي يعيشها ويصدقها وكأنها واقع.