.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

نجمة التدريب العربي د.نجية الشياظمي تكتب:نحن من نصنع الأعياد

التقيت بصديقتي البارحة و تبادلنا أطراف الحديث و روت لي قصتها كالتالي : 

لا زلت أتذكر منذ سنوات خلت ، ابنتي الصغيرة -سوسنتي حفظها الله -و هي تطلب مني أن أرتدي ملابس العيد حتى بعد يوم العيد ، و كنت فعلا ألبسها لثلاثة أيام على الأقل ، خصوصا و أنه كان لباسا مغربيا تقليديا باهر الجمال . لا نلبسه إلا في المناسبات السعيدة و خصوصا داخل البيوت .

كانت تطلب مني ذلك و كنت أعلم أن ذلك اللباس كان جزءا من العيد و الاحتفال بالعيد -تضيف صديقتي قائلة- فكنت لا أتوانى عن تحضير أجواء العيد في البيت ، بكل تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة . خصوصا أننا كنا نقيم بعيدا عن العائلة الكبيرة ، فكنت أحس ساعتها بنوع من الغربة ، رغم أنني كنت في نفس البلد و على بعد مجرد كيلوميترات منهم ، لكنني كنت شديدة الحرص على توفير و تهييء أجواء العيد من كل شيء : من ملابس و حلويات و أكل فقد كنت أحتاج ذلك كثيرا . من جهة كي أعلم بناتي و أرسخ فيهم ثقافتنا و ثراتنا المغربي الأصيل ، و من جهة أخرى كي أبعد عنا جميعا إحساس البعد و الغربة عن الأهل.
جميل ذلك الإحساس الذي كنت أشعر به وقتها ، كان العيد حقا عيدا بكل المقاييس و لا ينقصه إلا التواصل مع الأهل و الأحباب ، و الذي كان يتم من خلال الهاتف -شكرا للتكنولوجيا-.
علمت منذ ذلك العهد أننا نحن صانعو الأحداث ، و نحن من نخلقها و لا نكتفي بعيشها فقط . و هكذا يمكن أن نقول أننا نحن من نصنع واقعنا من خلال تخيله و الاجتهاد من أجله لا العكس . لكن ذلك يتطلب منا العزم و الارادة و الرغبة الشديدة لأجل ذلك .
كنت أستمع لصديقتي و هي تروي لي تجربتها و أنا في قمة المتعة و السعادة و لذلك أحببت أن أتقاسمها معكم خصوصا و أنها تجربة إيجابية بمعنى الكلمة و أحببت أن نستفيد منها جميعا .
كي نعلم إلى أي مدى يمكن للمشاعر الإيجابية أن تخلق واقعا إيجابيا جميلا، يبعث السعادة و التفاؤل و النجاح في أصحابها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق