.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

كل عام ونحن جميعا بخير..دكتورة نجية الشياظمي

هل سنستطيع حقا تجاوز سنة ٢٠٢٣ أو كل الحروب و نحن جميعا بخير. 
هل حقا سنغادر هذه السنة بكل آلامها و محنها و جروحها ؟ كيف سنستقبل ٢٠٢٤ بعد كل تلك الدماء التي لا زالت متدفقة دافئة لم تبرد ؟ و قبور لا زالت لم تجف رطوبتها بعد أن ووري أصحابها الثرى ؟ كيف سنتجاوز كل هذا و كل ذلك هنا و هناك ، حيث نيران الحروب متأججة ، ترمي بشررها على العالم كله ، نشم روائح الأدخنة المتصاعدة ، و نستنشق معها روائح الجثث المتناثرة في غزة و السودان و قبلها في أوكرانيا و البقية تأتي . 
هل حقا سنبدأ عاما جديدا نتمنى فيه السعادة و الصحة لبعضنا أم ترانا سنظل نجتر خيباتنا و خصوصا نحن العرب ؟ كيف سنتمكن من طي صفحة سوداء غير مشرفة ؟ سمعنا فيها و رأينا و تابعنا بأم أعيننا ما جرى و ما زال يجري على أرض الواقع في غزة الجريحة ، المكلومة و المحتظرة. 
ستأتي سنة ٢٠٢٤ و لن نستطيع أن نوقفها و لا أن نمنعها من التقدم ، ستنطفئ شمعة السنة الفارطة و قد أُنهِكت و أنهكتنا معها بكل أخبارها و وقائعها و أحداثها ، و سنشعل شمعة العام الجديد بكل فرح و سعادة ، لكنها فرحة ممزوجة بغصة ستظل مرارتها في حلوقنا ، ستبقى موجودة إلى أن يتغير الحال و الأحوال . 
إلى أن يستطيع أطفال فلسطين العودة إلى فصول الدراسة هذا إن بقي هناك أطفال و أن يعود العمال إلى مصانعهم و الموظفون إلى مكاتبهم ، و إلى أن تصبح فلسطين دولة لها وزنها و حيزها الجغرافي و التاريخي إلى جانب كل الدول و تحت لواء الأمم المتحدة . 
و إلى أن يتحقق كل هذا كل عام و أنتم بخير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق