.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

دكتورة نجية الشياظمي تتسائل: كرامة أم هي للغباء مجرد علامة؟!


أعتقد أننا نبالغ أحيانا ، بل كثيرا حينما نتشبث بالفرعيات و ننسى الأساسيات ، كلنا نعلم أن الخالق كرم بني آدم ، فلا شك في هذا إطلاقا ، لكنه في نفس الوقت أمرنا بالرضا ، و التسليم مع الاجتهاد و العمل ،  و كثيرا ما يضيع فيها الانسان سعادته لأجل أهداف أخرى ثانوية فيكون قد حكم على نفسه بالتعاسة .
ينصحونك فيقولون تمسك بكرامتك ، دعه يذهب و لا تعره اهتماما ، تفعل ما يقولون لكنهم ، لا يعيشون معك المعاناة التي تصيبك و أنت ترى سعادتك تذوب و تختفي أمام عينيك ، و في غباء تام تردد مع نفسك "إنها كرامتي ، و كيف كنت سأعيش بدونها " و تترك كل شيء يضيع و عن طيب خاطر ، و تتحمل الايام الأولى ، و تفتخر بنفسك و قوتها ، و يمر عليك الأسبوع الأول ، و بعده الثاني و الثالث ثم الرابع ، و فجأة تصحو من غفوتك و كأنك كنت تغط في سبات عميق.  تصحو كل جراحك من المخدر الذي سقيتها منه ، مخدر الكرامة و الكبرياء  ، تتألم فيصبح ألمك أشد و أكثر قوة . تتذكر أن كرامتك ساعتها لن تعوضك عن السعادة التي ضيعتها و للأبد .
مواقف متعددة و متشابهة نعيشها كل يوم ، بين علاقات تنتهي بسبب أمور تافهة ، و أخرى تسوء يوما بعد يوم ، لكن الكرامة كانت فيها أهم شيء ، في الوقت الذي نجد فيه نفس المشاكل تعالج بأبسط الحلول ، لأن موضوع الكرامة فيه وضع جانبا ، و بدل أن يشكل أولوية الأولويات ، بقي على الهامش ، ربما الكرامة هي الكبرياء ، لكننا
حينما نجعل طرفا آخر و الذي هو نصفنا الثاني ، فإنه يصبح جزءا منا ، فلماذا نجعل فرقا بيننا و بينه و نعتبره بمثابة المهين لنا أو المستفز أو المحقر ، أليس من الأولى أنه جزء منا و لا يمكننا الاستغناء عنه ، فلماذا نبرر هروبنا منه أو هجرنا له صونا لكرامتنا ، هل حقا حينما نفقد نصفنا الذي نحبه و نرغب فيه بكل قوتنا و مشاعرنا و أحاسبسنا نصبح سعداء ، هل ذلك الانتقام للكبرياء هو فقط ما كان ينقصنا و هو ما يمنحنا في أعين أنفسنا كل الرضا و القيمة و الاحترام ، أم انها مجرد مراوغات نقوم بها مع أنفسنا.
تساءلت مع نفسي ، و وجدت أننا كثيرا ما نكذب على أنفسنا،  فنندم بعد ذلك على كل شيء ، لكن هيهات لو كان ينفع الندم ،
الأذكياء فقط هم من لا يضعون لهذه الأمور قيمة و لا أهمية،  و رأيت هذا بأم عيني ، رأيت نساء ذكيات يقمن بامتصاص كل غضب أزواجهن بالهدوء و الثبات و اللباقة ، و حينما تمر العاصفة يحصلن على كل ما يرغبن فيه .و في المقابل رأيت أزواجا يفعلون أيضا ذلك. و كانوا دائما السعيدات و السعداء اللذين  لا تحركهم الكرامة لحرق و تدمير مراكبهم و البقاء ، وسط الأمواج وحيدين يندبون حظهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق