.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

أهلا 2023 .. بقلم دكتورة نجية الشياظمي

بكل الحب أنادي على ٢٠٢٣ فاتحة لها ذراعي بكل حرارة ، و قلبي بكل التفاؤل و الحب و الصدق و العشق للحياة ، لكل أيامي المقبلة التي أتوسم فيها أكثر من الحب الذي أبعثه لها و من الخير الذي يملأ قلبي لكل هذا العالم ، رغم جموده و جحوده ؛ فغدا يبدأ العداد في التنازل يوما بعد آخر ، إلى أن تنفرط كل حباته و أيامه ، لتسلمنا لعام آخر .

 

هكذا نعبر الحياة بين عام و عام ، بل بين يوم و يوم ، و ربما بين لحظة و أخرى.

 

هكذا نعيش بين شروق اليوم و غروبه ، و بين مطلع عام و نهايته ، بين بداية أمل و تفاؤل بلا نهايات و لا فواصل . لن نستطيع إيقاف الزمن ، و لا حتى الإبطاء من سرعته و هو يمضي بنا دون توقف ، دون أن يأخذ رأينا في تفاصيله ، يفرض علينا نفسه بكل قوة ، و رغم أننا ندعي التخطيط للمستقبل و الغد الأفضل ، لكننا كثيرا ما نقف عاجزين عن تغيير أي شيء من ملامحه ، حتى و لو كانت في أقصى غضبها و عنفها ، لا نملك سوى التكيف معها و تقبلها ، في انتظار أن تمر بهدوء ، كالعاصفة التي تثير في وجوهنا كل الغبار ، و في النهاية لا نملك إلا أن ننظف أعيننا كي نتمكن من إتمام المسير بأمن و أمان .

 

العمر يمضي بسرعة رهيبة ، و إن لم نتسلح بالقوة الكافية و الصبر المرير ، لن نستطيع أن نتمتع و لو بلحظة واحدة منه دون التغلب على كل معيقاته ، فالحياة شعارها ، لا هدايا و لا مجاملات ، و نحن علينا أن نجعل لنا شعارا يجعلها تتنازل لنا قليلا فنحن نستحق منها ذلك ، لأنها لن تستطيع أن تستمر بدوننا ، نحن فقط من يمنح للحياة معناها الحقيقي ، ماذا لو أصبح هذا العالم فارغا من البشرية ، من اختراعاتها و اكتشافاتها و كل شرورها ، من كان سيحتفل بالعام الجديد ؟ من كان سيزين شجرة الميلاد ، من كان سيشتري الهدايا و لمن كان سيهديها .

 

تحتاجنا الحياة كما نحتاجها ، ليس لنا جدوى من دونها ، و لا فائدة لها من دوننا . عام جديد سعيد علينا جميعا بكل الحب و التفاؤل و القوة .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق