بكل الحب أنادي
على ٢٠٢٣ فاتحة لها ذراعي بكل حرارة ، و قلبي بكل التفاؤل و الحب و الصدق و العشق
للحياة ، لكل أيامي المقبلة التي أتوسم فيها أكثر من الحب الذي أبعثه لها و من
الخير الذي يملأ قلبي لكل هذا العالم ، رغم جموده و جحوده ؛ فغدا يبدأ العداد في
التنازل يوما بعد آخر ، إلى أن تنفرط كل حباته و أيامه ، لتسلمنا لعام آخر .
هكذا نعبر الحياة
بين عام و عام ، بل بين يوم و يوم ، و ربما بين لحظة و أخرى.
هكذا نعيش بين
شروق اليوم و غروبه ، و بين مطلع عام و نهايته ، بين بداية أمل و تفاؤل بلا نهايات
و لا فواصل . لن نستطيع إيقاف الزمن ، و لا حتى الإبطاء من
سرعته و هو يمضي بنا دون توقف ، دون أن يأخذ رأينا في تفاصيله ، يفرض علينا نفسه
بكل قوة ، و رغم أننا ندعي التخطيط للمستقبل و الغد الأفضل ، لكننا كثيرا ما نقف
عاجزين عن تغيير أي شيء من ملامحه ، حتى و لو كانت في أقصى غضبها و عنفها ، لا
نملك سوى التكيف معها و تقبلها ، في انتظار أن تمر بهدوء ، كالعاصفة التي تثير في
وجوهنا كل الغبار ، و في النهاية لا نملك إلا أن ننظف أعيننا كي نتمكن من إتمام
المسير بأمن و أمان .
العمر يمضي بسرعة
رهيبة ، و إن لم نتسلح بالقوة الكافية و الصبر المرير ، لن نستطيع أن نتمتع و لو
بلحظة واحدة منه دون التغلب على كل معيقاته ، فالحياة شعارها ، لا هدايا و لا
مجاملات ، و نحن علينا أن نجعل لنا شعارا يجعلها تتنازل لنا قليلا فنحن نستحق منها
ذلك ، لأنها لن تستطيع أن تستمر بدوننا ، نحن فقط من يمنح للحياة معناها الحقيقي ،
ماذا لو أصبح هذا العالم فارغا من البشرية ، من اختراعاتها و اكتشافاتها و كل
شرورها ، من كان سيحتفل بالعام الجديد ؟ من كان سيزين شجرة الميلاد ، من كان
سيشتري الهدايا و لمن كان سيهديها .
تحتاجنا الحياة
كما نحتاجها ، ليس لنا جدوى من دونها ، و لا فائدة لها من دوننا . عام جديد سعيد
علينا جميعا بكل الحب و التفاؤل و القوة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق