رحيل..بقلم المبدعة الدكتورة/ نجية الشياظمي

كم مرة جلست مع نفسي و أنا أتذكر كل تلك الأمور المعلقة و التي لم أتمكن من تسويتها : أحيانا ترتيب دولاب ملابسي ، أدراج المكتب , خزانة كتب كان من اللازم أن يعاد ترتيبها ، أشياء قديمة لم أتمكن من التخلص منها و الكثير الكثير مما تعذر علي القيام به

الغريب أنني أجلس و أهمس لنفسي ، ماذا سيقولون عني لو في أي لحظة غادرت إلى العالم الآخر ، و اكتشفوا كل تلك الفوضى من بعدي ، مع أنها ليست بالفوضى التي تزعج ، هي مجرد  فوضى في عقلي فقط ، كل شيء مرتب لكن ذلك الإحساس بالبحث عن الكمال هو ما يقلقني .
فكيف يمكن لنا أن نحمل هم الأشياء التي سنتركها بعد رحيلنا ، هل يعقل أن  أفكر في هذه الأمور ، ربما لست وحدي من يفعل هذا ، من المؤكد أن هناك الكثير من الناس الذين لهم نفس قلقي : ألا ينتقد أحد طريقة ترتيبي للأشياء أو حتى عدم ترتيبها ، شعور غريب ينتابني حتى حينما أفكر بتلك الأشياء التي طالما اعتنيت بها ، لكن ربما لا أحد سيعبأ أو يهتم لها ، ستبقى عرضة للضياع و الإهمال ، كيف لي أن ان أنزعج لأمور سأنصرف و أتركها ورائي ، ما أدراني انا فليفعلوا بها ما يشاؤون من بعدي ، لا يهمني هذا الأمر بقدر ما يهمني أن أغادر هذا العالم و قد أخذت نصيبي مما نبحث عنه جميعا طوال ذلك العمر الذي نعيشه ، نصيبي من السعادة و الرضا و راحة البال ، فليظنوا بي ما يشاؤون بعد ذلك هذا شأنهم .

تعليقات