في هذا اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة ، جلست أتأمل ماذا أكتب ، و فجأة انتبهت و تساءلت ، من منا ليس من ذوي الاحتياجات الخاصة ؟ فلكل منا احتياجاته الخاصة مهما بدا لنا سليما ، لكل منا إعاقات قد لا تبدو ظاهرة للعيان ، لكنها موجودة على كل حال ، من منا يستطيع بلوغ الكمال ؟ من يستطيع الاستغناء عن دعم و مساعدة الآخرين ؟ لا أحد ، إذن كلنا ذوي احتياجات خاصة بدرجات مختلفة . و لو لم ننتبه لنقصنا و عيوبنا .
ربما القدم المبتورة، أو الذراع الناقصة أكثر ما يجعلنا نصنف و نلاحظ الاختلاف البادي و الواضح بيننا ، لكننا في النهاية نبقى
ذوي الكثير من الأمور الناقصة و من الاحتياجات الخاصة ، لكننا ننكر نقصنا و ندعي الكمال ، ليس لكمالنا ، و لكن لعدم الاعتراف بنواقصنا . فلا أحد يعترف بعيوبه و خصوصا حينما تكون خفية مستترة ، لا كمال إلا للخالق ، و كثيرا ما أبهرنا و أدهشنا ما استطاع بعض ذوي الاحتياجات الخاصة تحقيقه ، و إنجازه رغم نقصهم ، في الوقت الذي لم يتمكن أولئك الذين يدعون الكمال تحقيقه.
لا كمال لأحد ، فالكمال كمال العقل و الدين و الأخلاق و القيم العليا . أما أجسادنا فستضل ضعيفة و غير كاملة ، مهما حاولنا ادعاء القوة و السيطرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق