عيد المرأة _أو ما يطلق عليه اليوم العالمي للمرأة_ و عيد الأم
ليس صدفة أن تكون كلها في نفس الشهر ، فالضحية نفسها المرأة سواء كانت أما أم لا ، و حينما نعود للتاريخ كي نعرف ظروف و ملابسات تحديد العيد الأول في هذا التاريخ بالذات و قد يكون هذا الحدث معروفا عند الأغلبية و التي لديها القدر الكافي من الفضول و في تحليل الأمور ، فتخليد الذكرى جاء لجبر خواطر أهالي تلك المجموعة من العاملات _و معهن كل النساء _ و اللواتي متن اختناقا و احتراقا في مكان عملهن ، للأسف ميتة لا يتمناها أحد حتى لألد أعدائه ، لكن الظروف كانت كذلك ، و بذلك ربحنا نحن النساء ذلك العيد الذي لازال رماد ضحاياه منتشرا في أجواء هذا العالم الغريب نستنشقه مع الهواء كل يوم ، و الذي يجعل من ذكرى محرقة مجموعة نساء عيدا تحتفل فيه باقي النساء و تتباهين ، بإنجازاتهن ناسيات من كن سببا في ذلك ، ربما يكون هذا وفاء بقدر ما بإمكانه أن يكون خيانة ، خيانة لأننا في كل عيد لا نتذكر تلك المكافحات الهزيلات ، و اللواتي لا زال مثلهن الكثير في عالمنا ، يطعمن ذويهن برغيف معجون بعرقهن و أحيانا بدموعهن .
و قد يكون أيضا تحديد العالم لعيد الأم في نفس الشهر ، اعترافا و تسليما منه لما تعانيه النساء و الأمهات ، حيث يستدرجهن الزواج ليصبحن دائما دائرات في طاحونة الحياة ، هذه الطاحونة التي لا تتوقف إلى أن تطحن ضحاياها و تفنيهم . و هكذا نرى و نتوصل إلى أن هذه الأعياد مجرد تسليم أكثر منه تكريم للنساء بتولي كل الأمور الصعبة و المعقدة أحيانا بأجر و في كثير من الأحيان بدون أي أجر . ماذا لو كان في الاحتفال بهذه المناسبات أكثر من مجرد تخليد تاريخ معين من باقي ايام السنة ، ماذا لو خصصت الحكومات لهذه الشريحة الأساسية في بناء المجتمعات بعض التكريم ببعض المنح المالية تقديرا لجهودهن فكلهن يسحقن كل الشكر و التكريم و التقدير ، ألن يكون هذا أفضل من مجرد وردة ، أو مجرد صورة جميلة تتناشرها مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ؟ الن تحس امهاتنا و النساء جميعا حين ذاك بالفخر الحقيقي و الفرحة الكبيرة ، و إلى أن نصل إلى هذه الدرجة من الوعي كل عام و كل النساء و الأمهات بخير و صحة و عافية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق