لكل منا حياته ، تجاربه ، بصمته الخاصة به ، هكذا خُلقنا مختلفين و مميزين ، و مهما تشابهت ظروفنا و أقدارنا ، فإننا لا نستطيع أن نستنسخ تجارب الآخرين و نعمل بها لأنفسنا كي نحقق هدف وجودنا على كوكب الأرض و نؤدي الرسالة التي أنيطت بنا ، لأن الله خلقنا لنترك بصمتنا الخاصة عليها ، و كلما كررنا تجارب الآخرين فإننا لن نضيف شيئا لهذا العالم ، لن نفيده و لن يستفيد منا . قد يعتقد البعض أن وجوده في هذه الحياة ، تافها و لا جدوى منه ، لكنه يكون مخطئا كل الخطأ ، و غير مدرك لمغزى وجوده و خلقه ، و عمق تواجده في هذه الحياة .
نحتاج أحيانا أن نستشير ، و نسأل أهل الخبرة في أمور نعجز عن تحليلها و تجاوزها و النجاح فيها ، و مع ذلك يبقى حتى تكرار خبرة الآخرين ، مختلفا و مميزا لأنه مهما حاول الإنسان تقليد الآخرين لن يستطيع الخروج عن مميزاته التي خلق بها ، كل إنسان إضافة لهذا الكون بسلبياته و إيجابياته ، بمحاسنه و عيوبه ، و هذا هو الاختبار الذي خُلقت الحياة من أجل أن نجتازه عبرها و من خلالها ، هي تجارب تتشابه ، لكنها تختلف في العمق و الصميم ، و كم من مرة ينصح أحدهم صديقه بنصيحة اعتبرها ثمرة كفاحه و خبراته . لكن النتيجة تكون مختلفة و قد تخيب إلى أقصى الحدود ، و بعد أن يعتقد الخبير أنه أسدى خدمة لصديقه ، يجد نفسه و قد تسبب له في الكثير من الأذى دون أن يعي أو يدرك ذلك . و ما كان هدفه في البداية إلا مساعدته و مساندته ، لكنه يجد نفسه في النهاية مخطئا في تقدير الأمور حينما أعتقد نفسه غير مختلف على الآخر و ما يصلح له يصلح لغيره . و هذا ما يحدث في كثير من الأحيان حينما يجد الواحد منا نفسه منساقا مع كلام و نصائح و خبرات الآخرين ، و دون أي اجتهاد منه يجني على نفسه حينما لا يكلفها حتى القدر البسيط من التفكير و الاجتهاد ، من أجل انتقاء ما يتماشى معه و يناسبه و ما يضيفه أو يحذفه منها .
إنها الحياة ، تعلمنا دروسا مختلفة و متباينة و متنوعة في الوقت الذي نعتقد فيه أن كل ما يجري فيها نسخ متشابهة و متكررة . كل شيء فينا مختلف و مميز ، إنه إبداع الخالق فينا و في كل مخلوقاته ، رغم ما يبدو لنا من تشابه ، و لذلك كان من الواجب على كل منا الإدلاء بدلوه في تطور و رقي ما نعيشه و ما يحيط بنا . هذا هو الهدف الأسمى من عيشنا هذه الحياة ، و هذا هو الاختبار الذي يسعى كل منا في اجتيازه بسلام و نجاح و تفوق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق