.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

الصورة والإطار..بقلم د.نجية الشياظمي

الصورة لا تكتمل إلا بالإطار ، و الإطار لا قيمة له من دون الصورة ، و كلاهما يكمل الآخر و يعطيه قيمة فوق قيمته الحقيقية ، لكننا أحيانا نجد الإطار الذي تنقصه الصورة ، فيبدو فارغا و لا معنى له أبدا ، و يبقى مجرد قطعة لا جدوى منها و لا فائدة ، و هذا ما يحدث معنا في بعض الأحيان مع بعض الناس الذين نصادفهم في حياتنا ، فيبهرنا شكلهم و كلامهم ، وننجرف وراء أحاسيسنا المزيفة التي لا ترقى إلى معرفة الحقيقة ، و نصدم يوما ما بما كنا نجهله ، فتتغير نظرتنا و كل الأحاسيس التي اجتاحتنا في لحظة من اللحظات ، و تتهدم تلك الصورة الجميلة ، و لا يبقى منها سوى الإطار المذهب و المزين .
هكذا يفقد الإطار كل رونقه و بريقه بمجرد ما نتعرف على الصورة و نتعمق فيها ، و نجدها جذابة شكلا لا مضمونا ، تلمع لمعان الذهب المزيف الذي يغري ناظره و يسلب لبه ، لكنه ما أن يتعرض لبعض الخدش أو الاحتكاك حتى ينكشف أمره وحقيقته
فيبدو حديدا صدئا لا قدر له و لا شأن .
و كم من الناس خُدعوا و ندموا في النهاية على عدم تقديرهم للأمور في البداية ، فالعين تخدع و لا ترى الحقيقة ، و قد توقع صاحبها في ما لا يُحمد عقباه ، فهي توحي للعقل و القلب بما لا علاقة له بالواقع ، فتجرفهما إلى الهلاك .
هكذا يلعب بعض الناس على أشكالهم ، فيزوقونها و ينمقونها ، و يجعلون الأبصار تتهافت عليهم و من حولهم ، و بعد فترة جد قصيرة تنكشف كل العيوب و تُفضح . فيصبح النفور أشد منه لو كان منذ البداية . ففي النهاية المعدن الأصيل هو ما يدوم ، و كلما كان الناس قريبين من حقيقتهم سهل التعامل معهم ، فالأشياء الحقيقة هي التي تدوم للأبد ، و المعادن الأصيلة هي ما يصمد في وجه كل التغيرات ، و الصدق هو أرقى و أرفع الأخلاق ، فوق كل الأموال و الكنوز .
الصورة الجميلة تحتاج إطارا أجمل ، و الإطار مهما غلا ثمنه  و حسن شكله فهو لا يساوي شيئا بدون العمق و المضمون و الصورة الكاملة التي تعطيه المعنى و الغاية و القيمة الحقيقية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق