.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

هل نفهم الحياة هل نفهم الدنيا ؟ بقلم د. نجية الشياظمي

ماذا يعني أن نفهم الدنيا ، ماذا يعني أن نفهم الحياة ؟ هل لمجرد أننا تمكنا من تجاوز محنها؟ أم لمجرد أننا نجونا مما نصبه الآخرون لنا لنقع فيه ؟ أم لمجرد أننا انجزنا فيها الكثير ؟؟؟
قد يكون هناك الكثير من الخبرات و التجارب و القصص التي بسببها نعتبر أنفسنا فاهمين للمعنى الحقيقي للحياة . لكننا في النهاية قد لا يكون فهمنا لها بالشكل الصحيح ، قد لا نصل إلى عمق المعنى الحقيقي الذي من المفروض أن نتوصل إليه و نعيه .
فالحياة تشبه المحيط الهائج و المائج و الواسع و العميق ، و كل تجربة مما نعيشه لا تساوي سوى نقطة صغيرة من مياهه و ربما أقل من ذلك ، فعن أي فهم للحياة نتكلم ؟  و عن أي مغزى نبحث ؟ بل أين نحن من كل ما تعبر عنه الحياة و تعنيه ؟
سنظل نبحث و ننقب و نحصل على معان مختلفة و متنوعة ، بعدد شعر رؤوسنا جميعا ، فيعتبرها بعضهم كفاحا مريرا ، و يعتبرها غيرهم نعمة لا تقدر بثمن ، و آخرون على أنها حب متبادل بين الإنسانية لا حدود له ، و....و....لكننا في النهاية قد نتفق و ربما لا نتفق على نفس المعنى ، و كل هذا لا يساوي شيئا أمام المعنى الحقيقي الذي يفهمه كل منا و يعيشه ، لن يعيش أي منا إلا من خلال المعنى الحقيقي الذي يفهمه هو نفسه و يعيه . 
فهمنا للحياة نجسده من خلال طريقة عيشنا لها ، هذا هو المعنى الحقيقي الذي نؤمن به حقا ، قد يكون المعنى اجتهاد ، أو إخلاص ، أو صدق ، أو أي معنى آخر يعبر عن قيمة كبرى يؤمن بها الشخص نفسه و يعيش لها و يجعلها شعاره الذي لا يتنازل عنه ، و مع ذلك يبقى معنى الحياة الحقيقي بعيدا عن انظارنا و أفكارنا و فهمنا ، و سنظل نبحث و ننقب و نتساءل ، إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي نفهم فيه كل شيء لآخر مرة حينما تُنزع الغشاوة عن أعيننا ، و يصبح بصرنا أقوى من أي وقت مضى لا شيء يغيب عن رؤيته أو يغيب عن فهمه .حين ذاك سنفهم لكننا لن نستطيع أن نبلغ ما فهمناه للآخرين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق