.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

في اليوم العالمي لكلمة شكرا.. شكرا..بقلم د.نجية الشياظمي

في اليوم العالمي لكلمة شكرا ...شكرا : 
شكرا لله ، شكرا لوالدي ، شكرا لأهلي و لأصدقائي و معارفي .
شكرا للظروف شكرا لأي شخص أو أي شيء كان سبب ابتسامتي أو حتى سبب دمعتي ، ففي هذا العالم كل شيء مفيد... المتعة... و الألم... فلا شيء يصيبنا عبثا ، هناك دائما رسالة سماوية تأتينا من بعيد خصيصا لنا فقط . تحمل لنا معها الكثير من المعاني و الحكم .
شكرا ، هذه الكلمة البسيطة و العميقة ، التي تترجم و تعبر عن الحب و الامتنان و تقدير الآخر على أبسط شيء يمنحنا إياه 
هي ليست مكيالا يزن و يبين ثقل ما حصلنا عليه لنقول هذه الكلمة ، لا أبدا قد تسوي هذه الكلمة بين من يقدم لك وردة و من يبتسم في وجهك ، و قد تساوي أيضا بين من يحملك على أكتافه و انت متعب و من يمد يده لك ليصافحك. هي كلمة لا تمييز فيها بين من ندين لهم بريشة أو بمثقال من ذهب . مجرد تعبير صادق يجمع بين إحساس القلب وتعابير الوجه. 
ثقافة ربما هي أكثر منها مجرد كلمة تعبر عن الأدب و الأخلاق،  قد يستهين بها الكثير من الناس و يعتبرونها من الشكليات التي لا تسمن و لا تغني من جوع ، لكن من تعود أن يقولها لغيره يحس بأنها واجب عليه لا بد من أدائه للآخر . قد يعتقد البعض أنها تربية منذ الصغر بين أحضان الأسرة ، لكنهم يتفاجأون حين يعلمون أن أقوى تربية نتلقاها هي تلك التي نربي أنفسنا عليها بعد أن نغادر كنف العائلة فنكتشف أحيانا فظاعة ما تلقيناه فلا نجد بدا من إعادة هيكلة ذلك البناء الجميل الذي أهدوه لنا و نحن صغارا ، لكننا حينما خرجنا للعالم الحقيقي وجدنا أنفسنا في مأزق كبير ، فكان لابد من التغيير و التعديل و التجميل. و هذا ما لا يترك مبررا لأي شخص أن يعلل سوء خلقه أو إهماله بسبب ما تلقاه في الصغر ، أي نعم نعلم أن السبع سنوات الأولى هي ما يؤسس عليه الإنسان شخصيته و مبادئه و قيمه و ما يتعامل به  مع الآخرين ، لكن كل بناء غير سوي يلقى قابلا للتعديل و التغيير و الإصلاح ، و لا يمكن الاستمرار في المكوث تحت سقفه إلى أن ينهار .
كلمة شكرا واجب علينا أداؤه بيننا ، من الصغير للكبير و من الكبير للصغير أيضا ، من الضعيف للقوي و من القوي للضعيف أيضا ، فلا فرق بيننا بسبب الماديات ، لكن الفرق الكبير هو ما تصنعه الأخلاق و القيم النبيلة بين الأفراد هذا حقا هو وحده ما يصنع الفرق و الفارق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق