.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

دكتورة نجية الشياظمي تكتب:العقل أقوى

رغم أنه عدو العاطفيين ، و قليلا ما يعطونه الكلمة ليتكلم و الأهمية التي يستحقها فإنه يبقى دائما مهمشا لديهم ، و لا يودون استشارته في أي شيء ، فالعاطفة لديهم أقوى و أغلب ، هي الحاكم و الآمر و الناهي . هي من تقرر في غياب العقل ، و قد تكون هذه آفة مدمرة بل إنها أشد الآفات و أخطرها حينما يبقى الإنسان في مهب الرياح ، تتلاطمه العواصف يمينا و شمالا و هو لا يدرك و لا يعي ما عليه فعله أو القيام به كي يخرج نفسه سليما معافى من معركة حاسمة ، يود العقل فيها أن يقول كفى من السخافة و التفاهات ، فالعقل يقسو أحيانا و لا يضع أي اعتبار للعواطف ، لأنه عاقل و يعلم أن عواقب التهور و الاندفاع وراء العواطف مؤلم و قاتل . و الواقع خير دليل و حجة ، فكل أولئك الذين نصادفهم في طريقنا يبكون و ينوحون كانوا مستلمين لعواطفهم و رافضين لعقولهم و حتى لعقول الآخرين . فالعاطفة لا تسمع إلا لنفسها ، لا تستجيب إلا لنداء القلب حتى و لو كان يدعو أصحابه ليكونوا من أصحاب السعير ، من أصحاب الألم الدائم و اللامنتهي .
العقل يعلو و لا يعلى عليه ، يبقى هو طوق النجاة الذي يحضر في النهاية و يأتي لينقذ ، و ينتشل أصحابه من الغرق . فظيع و مؤلم و قاس أن نجد من تجاهلناه في البداية يعود ليدق ناقوس الخطر من جديد ، ليقول أنا هنا ، و لا داعي لتجاهلي ،  و لن أرحل قبل أن أعيد الأمور إلى نصابها . فماذا لو كنا عاقلين منذ البداية ، و وضعنا قيمة و حسابا للعقل الذي لا غنى لنا عنه مهما كان ، كما أن العاطفة لا غنى لنا عنها مهما حاولنا ، لكننا نادرا ما نجد العقل سبب العذاب و الفشل ، في الوقت الذي نجد فيه العاطفة هي المتورط الأول في هذه المشاكل التي يعاني منها الكثير و الكثير من الناس كبارا و صغارا .
العقل أقوى و أنجح و أريح ، عودة إلى العقل مع القليل من العاطفة ، فهي تشبه الملح و القليل منها يجعل الأمور احلى و أفضل لكن الكثير يفسد كل شيء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق