لن يختلف العام المقبل كثيرا عن سابقه إلا بالقليل ، قد تزيد قسوة البرد أو تنقص ، قد ترتفع الأسعار أو تنخفض و قد يزداد عدد المصابين بالوباء أو ينخفض ، و ماذا بعد ؟
ما الجديد إذن و ما المثير في عامنا الجديد إذا لم نكن نحن محور تغيره ، سيصبح أكثر ثراء حينما نجتهد و ننجز أكثر ، سيصبح أكثر إيجابية حينما نصبح سفراء الإيجابية في الوسط و المحيط الذي نعيش فيه ، سيصبح أقل ألما حينما نتوقف عن التذمر و الشكوى ، سيصبح أكثر دفئا حينما نحنو على بعضنا ، و نساعد و ندعم و نحب الخير لبعضنا ، حينما نعلم أن العام الجديد مجرد ثلاث مائة و خمس و ستين يوما_ زائد يوم أو ناقصه _و أننا نحن أبطال رواياته و قصصه المتعددة و المختلفة ، نحن من يرسم الابتسامة أو الدموع على الوجوه .
سيكون عام سلام و أمن و طمأنينة حينما نعلم أننا إخوة مهما اختلفت ألواننا أو ألسنتنا أو حتى ثقافاتنا ، ففي النهاية نحن لا نختلف عن بعضنا ، فشكلنا واحد و جوهرنا واحد و من خلقنا واحد أحد ، أبى إلا أن يحطنا في الاختبار ، أبى منا إلا أن نفهم و نحس و نعي جميعا هذه التجربة و نمر منها بسلام ، براحة و سعادة ، ففي النهاية نحن أسياد الموقف كله ، نحن غاية هذا الوجود ، و سبب نشأته ، و نحن من نحقق سعادته و شقاءه ، غناه و فقره ، أمانه و خوفه ، منا ينطلق و إلينا يعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق