.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

العقل هو طوق النجاة الذي ينقذ من الغرق في بحر العاطفة المميت..د.نجية الشياظمي

العقل و العاطفة الصديقان العدوان ، دائما في صراع ، و الجسد في حيرة بينهما ، يتساءل من عليه أن يطيع أو من يتبع ؟ لكنه للأسف لا يدري ، فيبقى متأرجحا في انتظار لمن ستكون الغلبة ، هكذا نسير في هذه الحياة أحيانا بل كثيرا ما نكون مشتتين بين هذا و ذاك ، بين الحكمة و السذاجة ، فالعاطفة كالطفل الغرير ، تبدو غير ناضجة و تأخذنا إلى حيث نتوه و نضيع حينما لا يعارض العقل سلوكنا أو حينما لا نسمح له بالتدخل ، و معارضة رغباتنا ، فنندم على النتائج الكارثية التي نصل إليها .
طبعا فماذا ننتظر من طفل يسوق سيارة دون أي قدرة أو إدراك ، من المؤكد أنه سيقضي على السيارة و حتى على نفسه . لكنه لو وجد من يعتني به و يحميه من سوء تصرفه
فإنه سينجو و يتفادى كل الأخطار التي كان سيعرض نفسه لها .
نحتاج إلى من يتولى القيادة الحكيمة في حياتنا ، نحن من يقرر و نوكل إليه أمرنا ، فالعاطفي يوكل أمره لقلبه و دون أدنى تردد ، فيلغي العقل الذي يبقى بدوره واقفا مندهشا  في انتظار حدوث الكارثة ليتدخل قبل فوات الأوان ، و قد لا يتدخل لمجرد أنه لم لم يسمح له بذلك .
و العاقل الحكيم الذي يحسب كل حركة و سكنة و خطوة منه 
فيلغي قلبه ،و يصبح كالآلة يمشي بالحسابات الدقيقة التي لا تنتهي أبدا ، و يضيع أيضا في إلغائه لمشاعره و أحاسيسه ، التي خلقنا بها الله ، ولا يمكن العيش من دونها . معادلة تصحب في الكثير من الأحيان ، فنعيش الحيرة و الحزن فقلنا يقودنا إلى طريق و حينما نستشير العقل ، ينذرنا و يحذرنا من مغبة ما نود الإقدام عليه .
لا حل سوى التأني و التوازن ... تحكيم الكثير من العقل مع القدر المعقول من العاطفة،  هكذا يمكننا أن نسبر بأمان أو على الأقل نكون قد قمنا بما وجب علينا القيام به ...
تحية كبيرة لعقلي 
و احترام و تقدير لقلبي الذي لا أو د أن أسلمه مفاتيح السيارة بعد الآن ، فقد كاد يودي بي إلى الهلاك....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق