و الراحة... من منا يكره الراحة ؟ راحة الجسد ، راحة البال ، راحة النفس... كلها أنواع من الراحة التي نبذل الغالي و النفيس من أجلها ، لكن هل فكرنا إلى متى تدوم تلك الراحة و ما هي نتائجها علينا في المدى القريب و حتى البعيد....
و لو فكرنا قليلا سنجد حتى الماء يكره الركود و الراحة حينما يتغير لونه و طعمه و يصبح فاسدا لا يصلح لشيء ، فماذا عنا كبشر و قد خُِلقنا لإعمار الأرض و الكون بما وهبنا الله به من عطايا و هبات مادية و معنوية . لكننا نبحث و نرتاح لها حينما نجدها ، بل إننا لا نود مغادرتها و نرجو أن تدوم لنا و ننعم بها طول العمر ، قد يكون تفكيرا لا منطقيا و لا عقلانيا بالمرة ، و هل خلقنا للراحة ؟ و هل خلقنا للتعب ؟
قد نفتح الجدال بيننا و بين أنفسنا و نحاورها بكل صدق و جدية ، و لكننا في النهاية سنتوصل أن عدم الراحة فقط هو ما ستؤول إليه الأمور في النهاية... في الراحة الكلية ، سنجد أمورا كثيرة تصاحب هذه الراحة و أقلها عدم الرضى عن النفس ، عدم الإحساس بالمعنى الحقيقي للحياة عدم تحقيق الأحلام و الأهداف التي يعيش و يحيى من أجلها الإنسان .
هذا هو أساس الحياة ، و سرها المكنون الذي قد لا نتوصل إليه و نحن في طريقنا إلى البحث عن الراحة .
و الغريب في الموضوع أن مفهوم "منطقة الراحة" هي حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر بسبب اعتياده على ممارستها ضمن إطار روتيني محدد . ينتج عن هذا الروتين تكيّف ذهني يعطي الشخص شعورا غير واقعي بالأمان وفي نفس الوقت يحد من قدرته على التقدم والإبداع ، هذا هو التعريف المختصر و المفيد لما يسمى ب"منطقة الراحة "
إنها الراحة المميتة، أو الأمان الغير آمن ، الأمان القاتل الذي يغر صاحبه و يخدعه و في النهاية يخذله فيرمي به في الضياع....
حينما يجد نفسه و قد أضاع أجمل هبة من الله ، عمره و حياته هباء في راحة إرادية دائمة ، سيجد بعدها راحة لا إرادية دائمة راحة الموت و النوم تحت التراب ، فكيف يعقل البحث عن الموت قبل الأوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق