.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

اصنع سلاحا..بقلم د.نجية الشياظمي

لا!!!
ليست دعوة للعنف أو القسوة أو ربح المال أو أي شيء يمكن أن يتباذر لذهن من يقرأ هذا العنوان...
هناك العديد من أنواع الأسلحة في هذا العالم...
فالكلمة سلاح بوجهيها الطيب _و الشرير_ و بما تبلغه من رسالة نبيلة يمكنها أن تترك الأثر البليغ في قلب و عقل و أحاسيس متلقيها ، و اللوحة المرسومة سلاح بما تعكسه عن صاحب الريشة و الألوان من أفكار عميقة و نقية يود أن يعَلِّم بها في ذاكرة من يراها و يتأملها ، و اللحن الراقي و المدروس يستطيع أن يشكل سلاحا لترويض مشاعر و انفعالات من يستمعون و ينصتون له....
و كل الفنون قادرين على أن نستعملها و نسخر منها أسلحة للخير ، توعي ، تنمي و تقوي عقول الناس ، و تمضي بهم للأمام ، لطريق النجاح و الرقي ، بدل أن نقدم لهم أسلحة مدمرة و فاشلة تودي بهم للهلاك ، شأن ما نلاحظه في أيامنا هاته من تدهور في الأذواق ، و للأسف في جل الفنون إن لم يكن كلها و خصوصا عن طريق الميديا و ما تبثه من رسائل حقيرة و خسيسة أحيانا  .
فهلا صنعها لأنفسنا أسلحة تحيي بدل أن تقتل أو تميت ، هلا اجتهدنا لأجل هذا ، و لو بكلمة طيبة نكسب بها أجرا و ثوابا ، نبلغها أو حتى ننويها بيننا و بين أنفسنا . هلا جعلنا من الابتسامة على شفاهنا سلاحا يحبب الناس في الحياة و يبعث فيهم الأمل و التفاؤل و حسن الظن على أن وجودهم في هذه الحياة أجمل نعمة وهبنا الله إياها .
لقد تعبنا جميعا من هذه العولمة و ما ادخلتنا فيه من ضوضاء لا تنتهي ليل نهار . تعبنا من كثرة رؤية ما يتعب القلب و يكسره 
تعبنا من رؤية الحروب و الدماء المسفوكة _عن طريق الأسلحة العالمة و المهلكة_ و التي تعودت عليها أعيننا و أصبحت لا تثير فينا الاشنئزاز أو القرف كما كانت تفعله حينما كنا نراها و نمر عليها مرور الكرام ، بدل أن تصبح أهم ما نطلع عليه ليل نهار من خلال شاشات البلازما و التي رغم أنها من المفروض أن تكون داعيا للسعادة بما كلفتنا إياه من أموال طائلة ، لكنها للأسف لم تفعل . 
دعوة لصنع أسلحة أجمل و أنقى و أرقى و أطهر ....

هناك تعليق واحد:

  1. بوركت غاليتي وبارك الله في قلمك وأفكارك القيمة

    ردحذف