تأتي القسوة على قدر الحب، أحيانا نخاف و نرتعب من تخيل ان يقسو علينا من نحب ، فالاحساس بالمحبة و القسوة يتناسبان تماما، كلما أحببت انسانا كان خوفك من قسوته عليك بنفس حجم محبتك له، هكذا هي قلوبنا الصغيرة لا تستطيع ان تتحمل أكثر من طاقتها لا تستطيع ان تعيش الألم وخصوصا بعد ان تكون قد نعمت بالحب السعادة.
نخاف لأن الحياة مليئة بالمفاجآت المفرحة و المحزنة، الحياة متقلبة كفصول السنة، فصول مبتسمة و أخرى غاضبة و كئيبة. أيام مشرقة و أخرى غائمة مكفهرة ، و بين الألم و الأمل و حرقة الشوق و لذة القرب، تتأرجح عواطفنا و ترتعد فرائصنا من كل هزة حتى و لو كانت بسيطة، تتساقط منا أجزاء بسيطة نكاد لا نراها لكنها تتساقط كأوراق الخريف الصفراء اليابسة ، في كل يوم ورقة إلى ان تصبح الشجرة عارية تماما ،هكذا هي قلوبنا، مع كل صدمة تفقد جزءا من قوتها من صمودها ،إلى ان تتهاوى ميتة دون حراك.
كم هو صعب ذلك الاحساس بالمرارة و الخيبة كم هو قاتل و مميت. و كم هي جميلة تلك الأحاسيس الدافئة التي تحضنك بين جوانحها تخبرك أنها لك وحدك فقط منتظرة ان ترد عليها انت بدورك انك لها وحدها أيضا.
هذا هو قانون التناسبية الطردي في الحب بحجم الشوق يكون حجم الخوف ،فرفقا بقلوبنا، رحمة بها من كل وخزة حتى و لو كانت بحجم رأس الإبرة ، لندع قلوبنا تسبح و تطير بحرية دون خوف دون رعب، يكفيها ما تحملت ،فلم تعد تقوى على تحمل المزيد، لا لم تعد تقبل هذا ابدا، إنها أصبحت تفضل الموت على الألم من جديد.
ربما شظف العيش لم يعد يسمح بفيض العواطف ، وبكرم الأحاسيس ،والبيئة لها تأثير بالغ على سلوكيات الناس ، و لهذا تتميز كل بيئة بنوع خاص من البشر ، فالبيئة الصحراوية ربما نظرا لقساوة طبيعتها تترك آثارها و بصماتها في تصرفات ساكنتها ،و أهل الجبل غير أهل الساحل و هكذا ، كما أن التغيرات و التطورات الحضارية و الاقتصادية و الاجتماعية لها دورها في اتصاف الناس بالقسوة ، و مع هذا كله يجب ألا ننسلخ من انسانيتنا من بشريتنا ، تبقى المحبة و التسامح و الخير اهم و أعظم سبيل للسعادة و الأمن و السلام.
آذا كنا نتألم بسبب القسوة فنحن من تسببنا في ذلك
ردحذفلأننا انتظرنا من الاخر أكثر مما يمكن أن يعطينا
لذلك لابد أن نقلل من انتظاراتنا في الحب
الحب شيء جميل لكن لا ينبغي أن ننتظره من أحد
قسوة الاهرين لاينبغي أن تقتل الحب بداخلنا
ينبغي أن ننمي بداخلنا حبا نقيا يفوق ذلك الانحذاب البسيط الذي نسميه حبا والذي يسبب لنا الاما شديدة
الحب عام وعالمي ودون شروط يشع من داخلنا ليصل الى الكل