فكل الأحلام قابلة للتحقيق ، و من لا يؤمن بذلك فهو لا يؤمن بقدرة الخالق على تدبير هذا الكون . كل المعيقات التي نتخيلها أمامنا ما هي إلا كوابيس و أوهام نبتغي من ورائها التماس العذر لأنفسنا ، نتيجة عجزنا في مرحلة من المراحل عن تحقيق هذا الهدف أو ذاك . فللأهداف مراحل تنمو من خلالها و تكبر و تشب ثم تشيخ حسب أصحابها ، و الأفكار دائما هي ما يبني الأحلام و يؤسسها ، و يعتبر الأمل هو المنعش الوحيد لتلك الأفكار و الذي يمنحها الحياة و الاستمرار . و حينما نرى بعض الأبواب مقفلة أمام أعيننا ، ننسى أن هناك آلاف الأبواب لم نطرقها بعد و لم نحاول فتحها ، و هنا يلعب الأمل دوره في تنبيهنا إلى باقي المفاتيح التي لم نستعملها و التي يمكنها أن تكون أكثر نجاعة من كل ما جربناه سابقا .
الكثيرون من عملوا و كرسوا جهودا كبيرة ، في سبيل الوصول لكنهم عجزوا عن إكمال المسير ، في الوقت الذي لم تكن تفصلهم عن تحقيق ما كانوا يرغبون به سوى خطوات معدودات ، لكن شيئا ما همس لهم بالتوقف فتوقفوا رغم أن المراد كان قريب المنال .... و قد يمثل لنا هذا الكلام مشهد ذلك الباحث و المنقب عن الكنز المفقود ، و الذي يحفر و يحفر و بعد أن تعب ، عدل عن متابعة المحاولة ، و لو لم يتوقف لنال كل ما كان يتعب من أجله منذ البداية ، فضيع بذلك كل جهوده و جعلها هباء منثورا ، و قد يأتي من بعده من لا يبذل إلا القليل
ليصل إلى مبتغاه بأقل مجهود ممكن ، إنها تجارب الحياة العجيبة ، و التي تعلمنا في كل خطوة نخطوها ، أنها مجرد فرص و محاولات ، و المحاولة الفاشلة ما هي إلا تجربة من بين آلاف التجارب التي يجب أن نخوضها بكل عزم و شجاعة ، و تفاؤل . و حينما نفشل في محاولة ما يخيل إلينا أن كل أصابع الاتهام موجهة إلينا ، و أن الكل يسخر منا ...و ما المشكلة حتى إن كان ذلك حقا ما يحصل معنا ، فشرف التجربة أكبر وسام نزين به هامتنا أمام جميع الأغبياء و المحبطين ، لأنهم لا يعلمون أن الفشل هو أول خطوة نحو النجاح ، و نحو الفوز.
برافو عليك
ردحذف