يهبنا الله الحياة و يهبنا كل ما نحتاج إليه في تلك الرحلة ، رحلة ترسم لنا الطريق نحو ما نجتهد من أجله ، و منذ البداية أخبرنا أن هناك طريقين (الخير و الشر) يمشيان معا و بتواز دائما ، و كلما رجحت كفة خفت الأخرى ، لكن لا يمكن الاستغناء عن إحداهما أبدا ، فهذا ما يشكل توازن الكون و يضمنه ،أي تنافس القوتين فيما بينهما ، لتنتصر قوة الخير قوة الخالق سبحانه في آخر المطاف ، فكل شيء عبارة عن مجرد اختبار فقط .
يمنحنا أرزاقا تتفاوت _ لكن عدله يبقى قائما مهما كان _ فهي موزعة بطريقة تضمن لكل منا أن يحيا بكرامة و عزة و شرف
شريطة أن يسعى هو لذلك . وهبنا جميعا مفاتيح مختلفة للسعادة ، لا تتطلب منا سوى بعض التركيز و التفكر بحيث تمكننا من فتح أبواب السعادة التي نطمح إليها . فمن منا لا يبحث عن السعادة ، من منا لا يحلم بالعيش الهنيء،كلنا طبعا...
و في الوقت الذي نجد فيه البعض ينعم بها نجد من يشكو التعاسة و ضيق العيش ، لمجرد عدم توفره على المال ، فينسى باقي النعم التي لو كانت تباع في الأسواق لدرت عليه الملايين بل الملايير من الدراهم و الدنانير ، لكنه لا يرى سوى ما ينقصه في الوقت الذي نجد مالك الملايين يشكو علة البدن و قلة الأحباب ، فهذه نعم و تلك أيضا نعم ، لكن كلا منا يركز فقط على ما لا يملكه ، و يمضي العمر في البحث العقيم عن الشيء المفقود ، فقد نسي ما بين يديه من مفاتيح لابواب السعادة و ركز على المفتاح المفقود ، و حينما يعود و قد مضى العمر و قارب على آخر أيامه ينتبه فجأة لما ضاع منه من مفاتيح للسعادة كانت بين يديه ، غير أنه لم يعرها اهتماما و لا قيمة و حينما حاول استعمالها وجدها صدئة غير صالحة للاستعمال
فلا شيء يبقى على حاله ، حتى النعم يمكنها أن تتحول إلى نقم لم نكن نتوقعها ، فلا ينفعه شيء بعد ذلك ، لا الندم و لا الحسرة و لا أي شيء ، في الوقت الذي كان بإمكانه أن يستعمل ما وهبه الله من نعم و مفاتيح ، فيعيش عيشة هانئة يرضى عن خالقه ليرضى خالقه عنه ، فرضا الخالق عنا من رضانا عنه ، فكيف نغفل عن كل هذا وننساه .
نعم صدقتي
ردحذف