الزواج ليس ضمانا لشيء..بقلم د.نجية الشياظميمن المؤسف جدا ، أن نعلن وفاة الحب بعد الزواج و ننشر نعيه في حلة تليق به ، فلقد كانت تلك خطوة البداية ، و لولاها ما تم شيء بعدها و ربما أبدا ، فثقافتنا الإسلامية و العربية تحتم علينا أنواعا من العلاقات المقدسة ، و تحرم علينا غيرها ، فالزواج مؤسسة شرعية تحظى بكل التقدير و الاحترام في مختلف الأوساط و التجمعات في بلداننا ، لذلك كان من الضروري السعي إليها من أجل تثبيت تلك الروابط الشريفة و القوية و المتينة "على سنة الله و رسوله" كما نقول دائما .
فكيف يعقل أن يحطم و يقتل شيء على سنة الله و رسوله مؤسسة مبنية على ميثاق غليظ ؟؟؟؟
سؤال محير و مقلق في نفس الوقت . لقد أصبحت مقولة تتردد على ألسنة الكثيرين ، و أصبحت مخيفة للكثيرين ، حتى أن بعضهم يفضل العيش في علاقات مفتوحة بدون أي قيود ، حرصا على دوام الحب المهدد من طرف الزواج !!!!
فكيف يمكن للزواج وليد الحب أن يكون قاتلا لأبيه ؟ حقا أمر معقد و عويص في نفس الوقت . هل نتجنب الزواج لعدم قتل الحب؟ أم نتجنب الحب كي لا يكون ضحية للزواج ؟
تساءلت و لا زلت أتساءل كيف نحل هذه المعضلة ؟ فلم أجد سوى :
*صدق النية أولا و إخلاصها لأجل إقامة بناء قوي بين رجل و امرأة يأخذون بيد بعضهما لطاعة الله و رضاه_ و ليس لأي مصلحة يخفيها أحدهما _عن طريق أداء الرسالة المنوطة على عاتق كل منهما ، من أجل السعي في بناء الأسرة و المجتمع و الأمة ، و لم لا ! يكفي أن نجدد نوايانا لأجل ذلك .
*استمرار الاهتمام "حتى بعد الزواج" و هذا الأمر يزعج الكثيرين ، لأنهم يعتبرون الزواج ضمانا لامتلاك كل طرف للطرف الآخر ، ما يجعله تحت إمرته و سلطته و أمره ، و هنا تكون الكارثة حينما يضمن أحد الطرفين عدم انسحاب الطرف الآخر لمجرد تمام الزواج بينهما ، فيقل الاهتمام ، و تتغير المعاملة ، و تسوء الأمور (و هنا لا ألوم طرفا دون الآخر ، أبدا على العكس ) إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي يعلن فيه المتضرر تعبه و سأمه من الاستمرار ، بذلك الشكل المهين أحيانا إما بتقديم الأعذار الواهية من الطرف المهمِل و قد يكون هذا في أفضل الأحوال ، فهناك من لا يُتعب نفسه حتى في البحث عن الأسباب المودية بسعادته و حياته الزوجية إلى الدمار و الهلاك .
كثير من الأزواج (و الزوجات ) لا يسألون أنفسهم و لا حتى زوجاتهم عن مدى تقدم أو تراجع هذه العلاقة ! فقد تم الزواج ، و تم الحصول على ضمان الاستمرار بدون توقف سواء إلى الأمام أو الخلف لا يهم ،المهم أن تستمر العلاقة أمام أعين الناس حتى لو كان أحدهم ينزف دما ، فلا مشكلة ، فالزواج حينها يشبه قدر الانسان و محتم عليه إلى أن يصل و يلج لَحْدَه
و كم من العلاقات التي كان يخالها الناس مثالا يقتدي و يتحدى به تبخرت بين عشية و ضحاها فأصبح موضوعا للاستغراب و التساؤل و التعجب ، لأن خباياها لم يعلمها أحد ،
قد يكون من وجهة نظري المتواضعة هذان السببان أهم الأسباب في تفكك العلاقات و خرابها أحيانا .
فرفقا ببعضنا ... ببيوتنا ... بقلوبنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق