كثيرا ما نخطط لأهداف جميلة و رائعة ، و نبدأ في تنفيذها و نحن في غاية الفرح و الحماس ، و فجأة نتوقف و لا نعلم كيف نكمل المسير ، و قد يصيبنا الاحباط و اليأس حتى نوشك أن نفكر في التراجع و عدم الاستمرار . يخيل إلينا أننا عديمي الجدوى و الفائدة ، و أننا ربما أخطأنا في تصور الأمور منذ البداية . لكننا حينما نبتعد قليلا و نراقب الأمور عن كثب و بحياد نلاحظ أن ما يحصل معنا أمر طبيعي ، فالسير بدون تعثر ليس دليل النجاح ، فقد يكون دليل أخذ مسار سهل و هين و قد يوصلنا إلى مالا نود !!! إلى غير النتيجة التي كنا نسعى من أجلها منذ البداية فليس كل سهل وسيلة لبلوغ المنال .
العثرة أو العثرات دليل على المثابرة و عدم الاستسلام أو الانسحاب ، بل هي دليل على الإصرار المستمر من أجل الخروج من دائرة الأمان و الراحة ، فكل خطوة نخطوها أو حركة نقوم بها إلا و لها تأثير بالغ و ملموس في هذا العالم الفسيح ، فمن منا من لم يسمع بنظرية " تأثير الفراشة " و هي نظرية تؤكد أن رفرفة جناحي الفراشة ، أي تلك الحركة البسيطة لها تأثير في حدوث أو عدم حدوث العديد من الأمور في عالمنا . و هذا دليل على ترابط الأحداث ببعضها و تأثيرها على بعضها ، و التي قد لا نلاحظها من خلال ما نلمسه ، لكن العلم يؤكد و يثبت ذلك . لذلك فإن التعثر في المسير ليس دليلا على التوقف ، أبدا ، بل إنه دليل على الاستمرار لكن ليس بنفس السرعة و الليونة ، ففي الحياة مسارات سهلة المنال و أخرى صعبة و متعسرة ، لكنها ليست مستحيلة . و من يعيش لحظة التعثر ، هو أقدر الناس على تفهم وضعيته ، و تحليلها ، فهو يعلم أن الهدف ليس الوصول فقط إلى أية وجهة كانت ، و لكنه الوصول إلى الوجهة المحبذة و المنشودة ، هذا هو أهم شيء سواء كان الوصول متقدما أو متأخرا ، المهم هو الوصول بأمن و أمان ، و تحقيق التغيير الإيجابي الذي خططنا له منذ البداية ، هذا هو المهم و لا شيء سواه .
لذلك نسمع بمقولة " التأخر في الوصول خير من عدم الوصول "
فلا داعي للإنزعاج في حال تعثرنا في طريقنا ، لنقم من جديد و نكمل المسير ، فذلك التعثر هو نفسه خطوة في التقدم إلى الهدف ، و كل حركة نقوم بها تساهم في الوصول و لو بعد حين .
فالصبر الصبر و لا شيء سوى الصبر لمن خطط للوصول و صادفته أي أمور لم يكن يتوقعها فعطلت مسيره نحو ما كان يود إنجازه و تحقيقه ، بل إن تلك العثرات التي تحدث لنا كثيرا ما تكون سببا في اكتشافنا لسبل جديدة و مختلفة أفضل و أحسن عما سبق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق