.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

نجية الشياظمي تكتب: لا دموع بعد اليوم

قلوب في قمة الفرح و الراحة و الأمان و في أعماق العيد تنشر حزنها ، و أخرى رغم أحزانها تنشر الفرحة بدون خجل ، نحتار و نصاب بالذهول حين نرى ذلك ، يبدو لنا الأمر محيرا و صعب التفسير ، لكننا حينما نبحث و نفتش عن الأسباب النفسية لذلك ، سنجد أن الأمر لا يمكن أنعزوه يعزو إلا أنه مجرد  أنواع شخصيات ، "الشخصية الاكتئابية" شخصيات تلجأ إلى الحزن و الكآبة كعادة تمارسها طوال حياتها ، و شخصيات تستبعد الحزن و الكآبة ، و تفضل الابتسام للحياة و التفاؤل و الفرح بها مهما كان . قد يبدو لنا الأمر غريبا ، لكن ما هي الأسباب التي تجعل الأولى بهذا المود أو المزاج الكئيب ؟ بينما الشخصيات الأخرى عكس ذلك تماما...
قد ... بل من الأكيد أننا نظلم النوع الأول من الناس ، حينما لا نأخذ معاناتهم بجدية ، و بعين الاهتمام و العناية ، و لا نكتفي إلا بتوجيه اللوم و أصابع الاتهام لهم ، و في نفس الوقت لا يجب الاكتفاء بالتعاطف معهم ، و البكاء عليهم ، بل يجب الأخذ بأيديهم و محاولة مساعدتهم للخروج من ذلك النفق الدامس و المظلم ، نفق الكآبة و الحزن و السوداوية . 
فمن العادي جدا أن تزورنا أفكار سلبية بين الفينة و الأخرى ، الأمر طبيعي جدا بالنسبة للجميع ، فالأفكار السلبية هي أكثر ما يتجلى و يطفو على سطح أفكارنا ، بسبب التراكمات التي حصلت و نتجت لنا منذ الطفولة بكل ما أساء إلينا ، و شكل علامة واضحة و جارحة في ذكرياتنا و عقولنا ، لكن هذه الحقيقة ليست مبررا لارتداء زي الأسى و الحزن طول الوقت ، لكننا رغم
ذلك قد نهزم إذا كنا من النوع الأول أي من نوع الشخصية الاكتئابية رغم العديد من المحاولات ، لأن الأمر يتطلب أحيانا طلب المساعدة من أخصائي في المجال النفسي ، اللهم إذا كان المعني بالأمر ملما و له دراية بهذه الأمور فإن بإمكانه مساعدة نفسه بنفسه ، نظرا لأن الأمر ليس بالسهولة التي قد يتخيلها العديد من الناس ، لأن هناك العديد من العوامل التي تكون سببا في مشكل الاكتئاب ، لكننا نجهلها كأناس عاديين و غير ملمين بالموضوع على حقيقته ، فهناك العوامل الجينية و التي تتحكم فيها الوراثة ، فتنتقل جيلا عبر جيل و دون أن يكون للمصابين يد في ذلك ، كما أن هناك العوامل البيئية و التي تشكل الظروف الغير ملائمة و المحيطة بالمصاب و التي تجعله يعيش في دوامة من الحزن لا يستطيع الخروج منها ، بالإضافة إلى العوامل البيولوجية و التي تفسر بعدم توفر الهرمونات الخاصة بمنع اضطراب المزاج ، أو عدم وصولها بالطريقة الصحيحة للخلايا العصبية ، ما يجعل المصاب عاجزا عن التحكم فيما يصيبه و لا يستطيع التغلب عليه .
يبقى أخذه هذه الاضطرابات بجدية و تفهم و  وعي أكثر ما يساعد المصاب و يخفف عنه من خلال نسف أفكاره اللاعقلانية و التي تؤثر عليه سلبا ، مع فتح آفاق إيجابية و مشرقة تساعده على تخطي ما يعاني منه ، مع تحفيزه على التركيز على النقط الإيجابية في شخصيته و فيما يتوفر عليه من نعم و منح و هبات ربانية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق