.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

قلوب موحدة.. بقلم نجمة التدريب العربي د.نجية الشياظمي

كم هو جميل إحساس المشاركة ، ذلك الإحساس الذي يجعلنا 
نؤمن بانعدام المسافات الممتدة التي تفصلنا عن أحبتنا ،
حينما تود الظروف إلا أن تعاندنا و تتركنا بعيدين عنهم ، مرة بانتشار الوباء ، و مرة بمشاكل تفتعلها كي تختبرنا ، و تحدد فيما إذا كنا حقا نستحق ذلك اللقاء الذي يحقق الارتواء و السعادة لكل الأطراف ، الكثير من الأحبة تعذر لقاؤهم في هذه الظروف ، أبناء و آباء و أزواج و إخوة أيضا ، لا زال البعض في 
انتظار أن تعود الأوضاع إلى سابق عهدها ، رغم أنه يبدو ألا شيء سيعود كما كان ... لكن الأمل ينتصر دائما في النهاية ، هناك أمور كثيرة تنتهي أجمل نهاية عكس ما كنا نتوهمه عنها ، 
ما يجعلنا في كل مرة نتوقع تلك النهايات السعيدة . هذا هو الأمل الذي لا يموت أبدا ! نجده دائما ينبعث من تحت أنقاض أفكارنا التي لا يحلو لها أحيانا  إلا أن تذكرنا بما أوجعنا قديما و كثيرا . مهما حاولنا نسيان الماضي تبقى ظلاله الثقيلة تراودنا و تزورنا بين الفينة و الأخرى ، لكن الأهم هو ألا ننقاد خلفها طويلا .
إحساس المشاركة هو حقا ما يجعل القلوب على قدم المساواة لعيش نفس التجربة و لتذوق السعادة . أحيانا تكون لوحدك فتصل لمسامعك أنغام جميلة ، لكنك لا تحسها و تتفاعل معها  كما ينبغي ، لمجرد أنه ليس هناك من يستمع معك و يشاركك تلك المتعة ، لتكون التجربة أروع مما كانت عليه و أنت بمفردك وحيدا . خاصية الإنسان في كونه مخلوق اجتماعي ، تحتم عليه دائما العودة إلى الإحساس بالولاء و الانتماء ، نحتاج كثيرا أن نكون في أجواء دافئة من المحبة ، و الود ، و الإخاء ، و الاحترام و التبادل و المشاركة . أمور كثيرة تصعب علينا أو نستصعبها  بدون مشاركة ، و الصيام خير دليل على ذلك رغم عظمة فوائده ، لذلك يمر علينا شهر رمضان كمسلمين و نحن في قمة السعادة و الرضا ، و بمجرد أن ينتهي ، قليلا ما نفكر في الصيام ، رغم ثوابه الكبير و فوائده اللامحدودة ، لكن عدم الإحساس بالمشاركة يثبط العزيمة . لذلك شرع الخالق سبحانه الأعياد لتعم فيها الفرحة و تتشاركها القلوب فتهون في سبيلها كل الصعاب .
المشاركة أو التقاسم أجمل إحساس و أهم عامل من عوامل نشر السعادة و المحبة بين الناس ، كما أنه أيضا أهم عامل من عوامل تخفيف الحزن و الأسى لديهم  . وبدونه تعم الأنانية و الكآبة في القلوب.

هناك تعليق واحد:

  1. القلوب الموحدة تجعل الحياة لها طعم خاص تجعل الفرد يشعر بشعور الكل وتهون العقبات وتصغر كلما كانت القلوب الهم المشترك

    ردحذف