تعودت دائما أن أعود لقراءة كتاباتي السابقة
و في كل مرة اتفاجأ بها بين المد والجزر ، بين الجرأة والتردد ، بين القوة والضعف ، و بين السذاجة والنضج .
أعود في كل مرة أحيانا لأطمئن نفسي و أحيانا أخرى لأحفزها . نحتاج إلى التغيير و التطوير في كل مرة ، فما يعجز عن التطور يكون مآله دائما إلى التحجر و الاندثار . فما انقرض من مخلوقات من على وجه الأرض فيما مضى لم يكن إلا بسبب عدم تكيفها و تطورها مع الظروف الصعبة التي واجهتها ، و هكذا نحتاج نحن أيضا بين الفينة و الأخرى بعض التجديد و التغيير و التطوير .
نحتاج أن ننظر من زوايا مختلفة عما سبق و نظرنا منه من قبل ، نحتاج أن نغير الأفكار إلى الأفضل و الأجود ، نحتاج أن نصقل مهاراتنا و مواهبنا ، لنساير تطور العصر و الزمان ، نحتاج أن نبدل من خططنا حينما نصطدم بحواجز ربما لم نكن نتوقع و جودها في طريقنا ، نحتاج أن نسلك سبلا جديدة لم نتعود على الخوض و المشي فيها ، نحتاج كل هذا و أكثر ، فمن منا يصل القمة من أول خطوة ، بل من يقطع مسافة الألف ميل إلا بعد مشيه للخطوة الأولى ، نحتاج دائما أن نؤسس ما نود بنيانه على قواعد صلبة و متينة منذ البداية إلى النهاية ، فكل ما لا يكون أساسه قويا يبقى آيلا للسقوط في كل لحظة .
قد تضيع الكثير من الجهود و المساعي الحميدة ، بسبب عدم الأخذ بعين الاعتبار كل هذه الأمور المتغيرة باستمرار . هناك من يخال أن الكون ثابت لمجرد أنه لا يتمكن من الوصول بإدراكه لذلك ، فينكر كل القواعد التي تصب في نفس النهج و المسار ، و يجحد بكل تجديد و تطور . فما أصعب أن يقضي الواحد منا عمره بنفس النظرة و المفهوم لهذه الحياة ، ضاربا عرض الحائط كل سنن و نواميس الكون المبنية على التطور و التغير ، و ما أتعس من يستيقظ على يوم يكون أسوء أيامه حينما يكتشف أن كل ما وضعه من خطط و برامج و أهداف كانت موضوعة في قوالب حديدية لا تسمح لها حتى بالتنفس و الانتعاش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق