كالعادة في كل يوم من أيام الأسبوع أعتمد على منبه الهاتف النقال من أجل الاستيقاظ في الصباح ، فضمان هذا الأمر و تسليمه للساعة البيولوجية للانسان يكون أحيانا أمرا صعبا و قد تنتج عنه اختلالات كثيرة في البرنامج اليومي للعمل . أحيانا بسبب التعب و أخرى بسبب عدم التعود على الأمر ، فللعادة دور سحري في ترسيخ كل عاداتنا السلبي منها و الإيجابي .
حدث معي ذلك الصباح أن صحوت في الساعة الثالثة صباحا ، و قد كان الوقت جد مبكر ، فعدت إلى النوم ثانية مسرورة بما سأربحه من ساعات للنوم و الراحة أكثر ، نمت في سلام و طمأنينة ، لم أستيقظ إلا على منبه الهاتف يرن بدقاته الخفيفة التي برمجته عليها بحيث تكون أقل إزعاجا لي ، فنحن نعلم جيدا مدى أهمية أن يستيقظ المرء على أصوات هامسة و خافتة ، تجعله يحس بالراحة و الأمان بدل الفزع و الخوف ، و خصوصا في الصباح ، و في بداية اليوم ، فهذه من الأمور التي تجعل الانسان يبدأ يومه بتفاؤل و سعادة .
كان نومي متواصلا لولا أن هاتفي رن ليوقظني من غفلتي و موتتي الصغرى ، فالنوم موت من نوع آخر ، ليس بنفس الدرجة النهائية ، ولكنه يعتبر موتا على أية حال . أقفلته على الفور يقينا مني أن اليوم ليس يوم عمل مع أنني من قام ببرمجته على ذلك التوقيت ، و لكن حدث أنه بسبب عدم استيقاظي في ذلك الموعد لمدة طويلة ، اعتقدت أن المنبه أخطأ و علي تصحيح موعد الاستيقاظ و إلغاء ذلك اليوم من برنامجي الأسبوعي، فلا حاجة لي في أن أقوم فيه باكرا .
لم أعي ما ارتكبته من خطإ إلا بعد أن اتصلت بي إحدى صديقاتي و قد كانت أعزهن عندي تخبرني أنها في العمل و أنها في انتظاري ، ضحكت من أعماقي على سخافة ما اعتقدته و فكرت به ، فقد كانت الآلة أفضل مني في ضبط مواعيدها ، و تأكدت أن الهاتف كان على صواب و أنني من أخطأت في اعتقادي ، ووعيت مدى خطورة الأمر حينما يعتقد الانسان بصوابه في أمور يكون فيها مخطئا تماما ، لكنه يود إلا أن يكون على صواب إلا حينما يصطدم بالدليل و البرهان على عدم صحة إدعاءاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق