نبدأ في الحياة فارغين تماما إلا من وجود طيف الإيمان في قلوبنا ، ثم نتعلم يوما بعد يوم كل ما يمكننا من العيش براحة و رخاء و سعادة أحيانا ، و أحيانا أخرى قد نتعثر و نسقط ثم ننهض ، فلا بد من النهوض أو الموت ....
نستمر في التعلم دون توقف ، بل ربما هي الحياة من تستمر في تلقيننا دروسها المفيدة ، نتألم ثم نتعلم بدون أدنى شك ، ففي التعلم لذة و ألم ، لا يعلمها إلا من جربها ، و طبعا كلنا جربنا على الأقل و لو مرة واحدة في العمر ، سهرنا و بكينا ثم ما لبث الألم أن خف ، و الدرس أن ترسخ ، و استمرت الحياة ، و تابعنا السير ، و نحن أكثر يقينا أن المطبات لن تنتهي ، و التحديات لن ترحل إلى الأبد .
و يمضي العمر بين درس و تجربة ،و بين إخفاق و نجاح ، بين خيبة و فوز ، فنتعود على ضرورة اكتشاف ما وراء الأبواب المغلقة، أبواب لا بد من اقتحامها بشجاعة و جرأة ، لأن من يمكث خلفها، يبقى سجينا طول العمر بتجاربه القديمة فقط ، و قد يهلك و ينتهي ، فالحياة لا ترضي بالتوقف أبدا ، هي كالنهر الشامخ القوي و الجارف ، و من يقاومها و لا يمشي مع تيارها بإيمان و يقين ، ينتهي قبل الأوان .
و بين ضعف و قوة و ضعف مرة أخرى ، نجد أنفسنا أمام أنفسنا نعيد الحسابات، نتفقد الخسائر و الإنجازات،
خبارات و خبرات و خبرات لا حدود لها ، ثم نفكر في الراحة ، و كأننا نملك زمام أمور الحياة بأنفسنا ، و كأننا لا نعلم أنها أمانة و أي أمانة ، ننسى أو نحب أن نتناسى
أن كل ما تعلمناه منها ملك لنا و لوحدنا ، أبدا ، بل هي كنوز من حق الجميع الاطلاع عليها و الاستفادة و التعلم منها ، ثم نحتاج المزيد مرة أخرى من بعض التحمل و الألم ، ليس لأجل أنفسنا بل لأجل الآخرين ، فمن يعيش لنفسه فقط لم و لن يعيش أبدا .
نحتاج و يكون من الواجب علينا تقاسم و تشارك كل ما تعلمناه ، وكل ما استطعنا الوصول إليه من كنوز- بفضل رب العالمين - لأنها أمانة لا بد من الوفاء بها قبل أن تأخذنا كف المنون إلى حيث لا عودة و لا تراجع، قد يعتقد البعض أن هذا أمر هو من يملك الخيار فيه ، لكن يقيني يخبرني أن كل درس ...كل كلمة... بل و كل حرف... هو أمانة لا بد من أدائها قبل فوات الأوان.
دكتورة/ نجية محمد الشياظمي
كلام رائع مشكورة دكتورتنا المحترمة
ردحذفجميل
ردحذف