نشيد الرحيل..غسّان عمراوي

-1-

 و تبقى الحروف ....
على شفتيها تصوم الكلام 
على وجنتيها تعيد المسافات من انتفاض الليالي 
إلى نجمة الصمت والملح رقّ الجروح 
فلا الدمع حبرا ولا قلبها قلمَا.
********
ويبقى النشيد ....
وحيدا على ربوة الانكسار يغنّي 
سيأتي المساء ....سيأتي الحبيب 
ويأتي على لحظة الموت الغريبُ 
لتُمضي ...
على صفحة الذكريات 
بضحكتها النادِرَةْ.
أيّها البون تبيَّنْ بيانا 
فقبل الفراق ...
وبعد الرحيل ....
تقاضيك لحظة ماكِرَةْ

-2-
كن ما تشاء....
و إن ترتضي عادة العرش والبلهاء ِ 
فمازال النداء قديما ،ومازلتَ تُشترى وتُباعُ 
ومازلت سعرا على شفتيْ النبلاء
كن ما تشاء ...
فحول لسانك مقصلة 
حول جنسكَ معضلَةْ
أنت عانيت من 
تاء تأنيثه الحرف حين يُساء 
و حين تمدّين غصبا
بما قد بقى من غرائزه الغصن للارتواء .
فهذا زمان القبيلة والنعرة الصادية

-3-

رحيلها ...
والانتظار على شرفاتها يشطرني 
كيف تمضي بها الكلمات ؟....
تحاصرني في رؤاها الذئاب 
يتعرّج نسر الفراق -إليها السلام -
تهادنني في مسائه أغراب 
قد مات من كان يحمل وردا 
وعطر الصباح وبعض كلام 
القصائد للفقراء .

-4- 
لهذا الصدى اعتراف النبيذ 
فلا الأمس يملؤني ذكريات الوفاء 
ولا في الغد المرتضى يأتني ما أراه 
على اجتياح الخلاء بصمت النوى 
في شرايين أنفاسها المدّ 
ولي في صباها رنين الصباح 
ولي زجرها موجة تعتلي إرتعاشة حرفي 
ولي كلّ كلوم الهوى قسمتي 
**********
ترتخي ..فوق هذا النشيد الحروف 
وهذا المساء تواجد جرحي على كتفي 
يجوب شرايين دمع ....تعاودني الذكريات 
ولا شيء يعبرني ..
غير بقايا سطور تشقّ دمي 
صور العابرين .. 
على جسمنا عُرِضت آخر الأمنيات...
وفي المشهد الأخير ...أقاموا النشيد ...
رحيلا ... تهادى الرحيل إليّ َ
وحيدا على الركن 
وكانت بقايا السجائر، تأكلني دمعة 
يا أنا... كنت في حلمنا الهاوية ْ.
غسّان عمراوي تونس