.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

كورونا..هل هو بداية النهاية؟..بقلم الكاتبة الجزائرية "حيــاة قاصدي"



كأنه على الإنسانية أن تحزم أمتعتها فقد أصبح العالم ينذر بالرحيل ،الكل يعلم أنه قد يرحل في أية لحظة جاء فيها إختيار الجرثومة عليه،يعيش العالم مأساة روعت الجميع ،أروبا وكأنها تحتضر ومواطنيها يطالبون دولهم ببذل أكبر المجهودات التي تحفظ لهم الحياة ،فهي غالية بالنسبة إليهم ،حينما دق ناقوس الخطر ضاربا الأرواح في الصين ظن الجميع أن الصين وحدها معنية بوبائها ،لكن سرعان ما أعلنت الجرثومة عن عدالتها في إنتشارها لدى الجميع ،هو الوباء كالرسالة جاء لجميع الانسانية ،وفي النهاية هو يأخذ الأرواح في الرحلة المعروفة بحتمية الموت ،هي المفاجأة التي أذهلت البشر 
ما أثار إنتباهي فعلا ،مهما كانت أسباب الموت فهو تجربة تبقى مرة ،ولكنها يفقد من مرارته ويصبح عاديا جدا حينما يحصد الأرواح في سوريا والعراق واليمن وغزة والهند والهيغور ،كيف يختلف الموت من عرق إلى آخر وكيف لا يدق ناقوس الخطر حينما يموت بعضنا بفعل الإرادة والتعمد المسبق بيد أن مرض كورورنا هو في النهاية حتمية طبيعية لم يخطط لها أحد مثل موت السكتة القلبية أو السرطان فهو مرض كغيره من الأمراض .
لا يعتبر العالم معنيا حينما يموت هؤلاء لأن موتهم ضرورة تتطلبها الحسابات السياسية ،يأتي مبرمجا لإعادة تقسيم العالم وتجديد نظامه ،هوضريبة يجب على الإنسانية أن تدفعها لمصالح لها الحق في أن تقتل من تشاء وتحيي من تشاء حينما قدمت الوثائق والتبريرات الدولية التي تؤكد أن الموت هنا خدمة إنسانية لسعادة الآخرين .
إذا رجعنا لنقارن كم عدد الذين يمكن ان يقتلهم كورونا بالنظر إلى الذين ذبحوا وغدرت بهم آلات الحروب المتطورة ومازال الى يومنا هذا قتلهم ساري المفعول، لأدركنا كم هو الفرق شاسع ومهما كان فلا أحد يبرر الموت .ويقال أن كورورنا لا يقتل الأطفال !هذا فعلا جعلني أبتسم ،قد يعطينا درسا في أخلاق الموت ،الأطفال الذين يقتلون في مسرح الحروب من يبرر لنا موتهم سوى بشاعة البشر التي تجاوزت الحدود .
أما حان للعالم أن ينتبه إلى وجهه المخيف وأن يعيد النظر في علاقته مع الإنسان والله ،أن يدرك أنه مهما بلغ من التطور يظل تعيسا مفتقدا للقدرة ،حان الوقت ليدرك أن مشكلته مشكلة أخلاقية ، وأنه أضعف وأندل من الجرثومة .
حياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق