.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

عيد الأُمّ .. تحتفل به الشاعرة: نهلة عنان بدور


أَتَيتَ.. يا عيد ..باكياً إلَيْنَا
بِأَيِّ حَالٍ جِئْتَ كي تَلقَانا.
يُتْمٌ على دَرْبِ الحياة نَحيا
زُغْبٌ رُطْمٌ... تَسوقنا دُنيانا
فَراشٌ حَزينٌ يُرَفرِف في السماء
يَلقَى الصَّباح يَعزِف حَزينَ الأَلحَانا
بَعْدَ غيابَكِ أُمِّي عَنَّا ذُقنا
مِنَ العذاب المُرّ أشكالاً وألوانا
وتَهاوَتْ الدَّمعاتْ حَرَّى صَريعَةَ
غَدرِ الدُّهورِ وَ تَكالُب الأَزمانا
تَحبو على خُدودٍ رُهْفٍ غارِسَة
مخَالبها في كُلِّ الأماكِن والأركانا
يا رَبيعَاً نائِحَاً على طيبِ الحُبّ
أحيانَاً وعلى أريجِ الزَّهرِ أحيانا
كَيْفَ نَحيا في الَحَيَاةِ والرُّوح
تَرزَحُ في ظُلُماتها ولا إيمانا
أُمٌّ تَنوحُ ..على أُمٍّ ...تَهفو..
إلَيها كَعَبَقِ الرِّيح كالرَّيحانا
أيا روحَاً تَرزَحُ تَحتَ الشَّقاء
تَذرِفُ الدَّمعَ مَجبولاً بِمُرِّ الأشجانا
يا عيدَ أُمٍّ ما تَسَنَّى لنا الهناء بِهِ
كَيَومٍ لِلحُبِّ خَصَّهُ الله لِسَلوانا
كَيْفَ الجمال يُزْهِرُ بَيْنَ أشواكٍ
تخْدش وَرْقَ قَلْبٍ بالعذابِ خَفقانا
كَيْفَ الرَّجاء. بيومِ عيدٍ ما لَنَا
فِيهِ حِصَّةٍ ولا مُتَّسَعٍ لِنَجوانا
يا أَيُّهَا الخافِق في ضلوعي هَوِّنْ
عَلَيْكَ فُرقَةَ روح أَطيب الخِلَّانا
أَصبَحْتَ كَشَمعَةٍ تَقطرُ حُزنَاً وأَلَمَاً
من نارِ فتيلها المُتَأَجِّج حِرمانا
يا رَوض فيكَ ملاعبنا تَزْفَر على
ساعاتِ الفُراقِ من بين الأحضانا
يا بَدرُ أَمسيتَ عَجوزَاً ناعِسَاً
يشكو آلامَ دَهْرٍ ما لَهُ أَمانا
يا شَمْس غِبتِ في السَّماءِ بِضِياءكِ
وتَدَرَّجَتْ أَنواركِ تُرْخي أسقامَا
يا شَمْسَ الشُّمُوسِ ياأُمِّي يا بَسْمَةَ
الرُّوح تَروي عَطَشَ كُلّ ظَمْآنا
سَلاماً عَلَيْكِ في ديارِ الله تُغَرِّدينَ
كَطيورِ الجَنَّة لِإِلَهِ الْعَرْش مَولانا
وَ تُرسلينَ عَلَيْنَا مِنْ رِحابِ الجَنَّةِ
نَسائِم مَنَّها الله عَلَيْنَا وَ أَزكانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق