.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

قراءة في قصيدة "أحبك" للشاعر حمدي الروبي..بقلم د.فريدة مساعدية

القصيدة من الشعر العمودي التقليدي الذي يقوم على نظام الشطرين المتناظرين ووحدة الوزن والقافية والروي .وقد كان المضمون منسجما مع التوجه الرومانسي للشاعر ، وهذا ما يؤكده بداية القصيدة " أحبك " المأخوذة من ديوان "مولاتي " والتي يرسم فيها سيلا جارفا من عواطف الحب ، فالفعل "أحبك" علامة فارقة في قاموس المحبين فهي دليل الولاء والانقياد . 

وقد استدعى السياق العاطفي من الشاعر استخدام الفعل "أحبك" للتعبير على دواخله الانفعالية تجاه حبيبته ؛ فشحناته العاطفية قوية ، حارقة تحمل معاني العشق والشوق والرغبة في الوصل.  

وجاء عنوان القصيدة "أحبك" فعلا ليلخص تفاصيل المضمون ، إذ نجد الشاعر يوحي لنا بعمق تجربته في الحب ومدى استماتته في إيصال إحساسه الجارف وولهه اللامتناهي إلى من يحب  .فالمتكلم في النص هو الشاعر والمخاطب حبيبته التي ظهرت من خلال كاف الخطاب والتي يؤكد لها بأن حبه فاق الخيال وفاق التصور. هذه الحبيبة التي أضفى عليها مجموعة من الصفات الرقيقة الموحية بطغيان الأنوثة من حسن ودلال وسحر العيون . وقد كان طبيعيا أن يكون الحقل الدلالي متدفقا تتوزع ألفاظه بانسجام بين اصرار على الحب وإلحاح عليه اكتسح جسد القصيدة. فالشاعر رومانسي حالم في حبه ، فهو العاشق المتمسك بحبيبته ، شديد الارتباط بها رغم الجفاء والصدود ، فقد اعتمد أسلوبا فنيا متميزا على خطى الرومانسيين كسهولة الألفاظ مع عمقها الدلالي فلفظة "أعشق" توحي بالانجذاب الروحي الشديد والهيام والمشاعر العميقة والزيادة في التعلق . أما الحقل المعجمي للحب (أحبك ، أعشق ) وقد ساهم في تأكيد حبه وإظهار عاطفة التمسك . وقد تكرر الفعلان "أحبك" و"أعشق"  لارتباطهما الوثيق بالحالة النفسية للشاعر ، فهو يعبر عن انفعاله الداخلي ورغبته في تأكيد الارتباط العاطفي بحبيبته والإلحاح على أنه يعيش حالة عاطفية سامية طاغية على كل إحساس قد يشكك في حقيقتها . فالتكرار يسلط الضوء على فكرة الاستمرارية في الحب ويكشف عن اهتمام الشاعر بها. 

الشاعر يعرب عن إحساسه المفعم بالخيال من خلال أسلوب عذب ولغة أنيقة سلسة ، تظهر في الألفاظ الشعرية (دفيقا ، دفيئا، سحر، الدلال ) وقد وظف الشاعر أساليب متعددة من خلال الصور الشعرية كالاستعارات في قوله (يزيل الرواسي )،(يذيب الجبال) ،(يريد الخلود ) ، ( يأبى الزوال) 

استعان الشاعر ببنية موسيقية توزعت على إيقاعين هما : الإيقاع الداخلي : و يظهر في تكرار حرف اللام خلال البيت الأول في ( الخيال ، الوصال ، الدلال ..) وفي تناغم الألفاظ ( أحبك ، أعشق ) أما الإيقاع الخارجي فقد نظم قصيدته على بحر المتقارب (فعولن فعولن فعولن فعولن )وذلك في التزام تام بوحدة الوزن والقافية المتحركة ثم وحدة الروي (حرف اللام ) وما يحمله من دلالات مختلفة والذي زاد رنة موسيقية للقصيدة ، إضافة إلى أسلوب التكرار 

فريدة مساعدية .. أستاذة اللغة العربية وناقدة جزائرية

هناك تعليق واحد: