كم أنت رائعة أيتها النجوم البراقة البعيدة ، ترى هل أنت سعيدة في سمائك الواسعة كما نظنك أم أننا مخطئون في ذلك، نحسدك على موقعك أنك بعيدة عن الأرض ، نرفع رؤوسنا لنراك و أنت لامعة متوهجة تضيئين الفضاء و تنيرينه و أنت في قمة بهائك ، أتراك سعيدة في فضائك الفسيح الأرجاء ؟ أم تراك أنت أيضا تبحثين عن التميز و التألق و التفرد مثلنا ؟ أم تراك مللت تميزك و تألقك الدائم ؟ من يدري ربما تمل النجوم أيضا حالها و هي في السماء مثلما نمل نحن أيضا حالنا على الأرض . نتطلع إليك في كل ليلة مقمرة لعلنا نستمد منك النور و البهاء و التميز و النجاح ،نحلم بالتواجد بقربك و بالتوهج مثلك ، نبذل الكثير من الجهد لأجل ذلك فهل فعلت مثلنا أم أنك مجرد محظوظة .
يسعى الكثيرون لنيل مرتبتك ، تارة بالجد و المثابرة و تارة بالنصب و الاحتيال ، فقد أصبح لا فرق بينهما المهم هو الوصول و كفى ، عن جدارة و استحقاق أو بدونه لا مشكلة . فقد أصبح الناس لا يعيرون ذلك اهتماما ، المهم أن تكون لامعا ، حتى و لو كان لمعانا مزيفا ، فقد علمونا أنه ليس كل ما يلمع ذهبا ، هناك أشياء كثيرة يمكنها اللمعان تحت وهج الضوء لكننا ما نلبث أن نكتشف حقيقتها بعد حين ، فتصبح في أعيننا أهون مما كنا نتصور ، اللمعان الحقيقي هو ذلك الذي يدوم لأنه يكون مبنيا على أساس قوي و قويم . على أساس المحبة و الخير و القيم النبيلة . لا على المصلحة الشخصية فقط . فكم من النجوم نراها تلمع في سماء المجتمعات لكن لمعانها يشبه تلك النجوم التي ماتت و انطفت منذ زمن بعيد ، و قد بهتت و انعدم و انطفأ نورها، و مع ذلك لازلنا نسميها نجوما رغم ذلك ، نجوم عديمة الجدوى ، عديمة الفائدة ....
النور الحقيقي هو ذلك الذي يستمر رغم كل شيء ، لأنه نابع من القلب و من الأعماق ، نور لا يُتبغى منه إلا الخير للجميع ، إلا رضا الخالق صاحب النور الأقوى و الأنصع و الأنفع ، نور يستمر حتى بعد دفن صاحبه تحت التراب ، حتى بعد أن تمضي عليه سنوات و عقود لكنه لا يُنسى أبدا لأن نوره كان حقيقيا فقد أنار معه الكثير من القلوب و العقول التي استمرت في إشعاع نورها إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق