.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

بالأبيض و الأسود..قصة قصيرة بقلم المبدعة المغربية د.نجية الشياظمي


ألقى نظرة على هاتفه يتفقد ما وصله من رسائل . فالماسانجر أو الفيس بوك أصبح ساعي البريد الذي لا يفتر و لا يتأخر عن إيصال رسائل العشق و الحب و الغرام بين أولئك الذين كتب القدر أن يجمع بينهم أحيانا بميعاد و أخرى من غير سابق إنذار و لا ميعاد ، لكن القلوب و الأرواح سعت و مشت و طارت إلى شبيهاتها ، هكذا يصبح الغرباء أحبة لا غنى لنا عنهم . يعوضوننا حتى عن أولئك الذين عشنا معهم ردحا من الزمن لكننا لم نتعود على وجودهم في حياتنا بل أحسسنا دائما أننا كنا غرباء بينهم ، بل تساءلنا كثيرا ما القرابة التي تجمعنا بهم ، هل هي صلة الدم أم حتى هذه لربما ليس لها وجود .

فتح الهاتف ليجد صفحة الحساب بالأبيض و الأسود فقط ، بل حتى ذلك القلب الذي كثيرا ما تبادلاه بينهما بالأحمر القاني أصبح مجرد قلب أسود ، بل قاتم السواد ، يشبه حجرا أو صخرة صماء لا وجود للمشاعر و لا الأحاسيس فيها . أحس بوخزة في قلبه ، فلطالما تخاصما ، و اختلفا لكنه أحس بأن هذه المرة مختلفة عن سابقاتها ، فالقلب الأحمر الذي كان دائما رسول الحب و العشق بينهما أصبح مجرد قلب أسود . شيء فظيع و مريع أن يحدث هذا الأمر بعد ذلك الحوار السخيف الذي دار بينهما و الذي انتهى بصمت طويل ثم بعده بإغلاق الخط دون وداع . كان مجرد خلاف عادي ، لكن تراكم الخلافات البسيطة يصبح أحيانا مشاكل معقدة و صعبة الحل .

هكذا عوض الألم الفرحة التي كانت تغمره كلما فتح الهاتف ليجد كم الرسائل التي وصلته منها ، كان كثيرا ما ينزعج و يضجر ، فكيف سيرد عليها كلها ، لكنه هذه المرة تمنى و بشدة لو يجد ذلك الكم مهما كان ، سيستجمع كل قواه و قدرته ليرد عليها كلها دون استثناء ، هكذا تمنى لو يعود الزمن للوراء لعله يصحح أو يعدل و يغير من كل تلك الأسباب التي طالما كانت عائقا في بينهما في حلول السلام و الأمن و الأمان . لكن هذا المرة يبدو أن تلك العوائق ستستقر و تفرض نفسها ، بل و قد تدوم بلا غياب و لا انقطاع . تنهد طويلا ثم أقفل الهاتف ، و كأن قلبه أخبره ألا عودة !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق