التعريف بمرحلة المراهقة:
اصطلاحا المراهقة في علم النفس يعني الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي
والاجتماعي ، ولكنه ليس النضج نفسه ، لأنه في مرحلة المراهقة يبدأ الفرد في النضج
العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات
عديدة قد تصل إلى 9 سنوات.
أهمية صحة المراهق
وتأثيرها على مستقبله:
المراهقة مرحلة تقع بين الطفولة والبلوغ ، بين سن 10 إلى 19 عاما ، وهي مرحلة فريدة من نوعها في مراحل نمو الإنسان ؛ حيث يحدث نمو جسدي ونفسي سريع ويتعرض الفرد لتجارب جديدة وتحديات عديدة. ويجتاز المراهقون فترة نمو بدني ومعرفي ونفسي اجتماعي سريع ، وهذا يؤثر على شعورهم وطرق تفكيرهم واتخاذ القرارات والتعامل مع العالم من حولهم. وصحة المراهقين تؤثر على نوعية الحياة في مرحلة البلوغ ، وتسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة ؛ ومن هنا فالاستثمار في صحة المراهقين يعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
التغيرات الجسدية
والنفسية والاجتماعية التي تحدث خلال هذه المرحلة:
تحدث خلال فترة المراهقة
تغيرات سريعة لا تقتصر فقط على الناحية الجسدية ، وإنما تشمل نواحي عديدة مثل
التطور العصبي والذهني والعاطفي والاجتماعي. وتعتمد هذه التغيرات على الفرد نفسه
وعلى البيئة المحيطة به ، فليس من الضروري أن يمر كل المراهقين بنفس التغيرات
ويمارسوا نفس السلوكيات.
يمكن تقسيم مرحلة المراهقة
إلى ثلاثة مراحل اعتماداً على العمر، وهي:
- المراهقة
المبكرة من عمر 11- 14 سنة.
- المراهقة
المتوسطة من عمر 15-17 سنة.
- المراهقة
المتأخرة من عمر 18-21 سنة.
على الرغم من سهولة اعتماد
العمر للحديث عن المراهقة ، إلا أن استخدامه من الممكن أن يعبر بدقة فقط عن مدى
التغيرات الجسدية المصاحبة لهذه المرحلة.
ومما يجب معرفته أيضاً بخصوص
مرحلة مراهقة الفرد ، أنه ليس من الضروري أن تتغير كل النواحي بنفس السرعة ،
فالتطور الجسدي على سبيل المثال غالباً ما يسبق التطور النفسي والاجتماعي.
التطور الجسدي:
- تحدث
التغيرات الجسدية بسرعة مما قد يسبب القلق لبعض المراهقين بما يتعلق بمظهرهم
الخارجي خصوصاً إذا بدأ تطورهم الجسدي قبل أو بعد أقرانهم في العمر ، لذلك لا بد من
طمأنتهم أن هذا أمر طبيعي ، فلا توجد في مثل هذه المسائل حدود عمرية فاصلة دقيقة.
- تشمل
التغيرات الجسدية (بداية دورات الحيض ونمو شعر الجسم ، والعانة ، وتحت الإبط في
الإناث) ، و (تغير الصوت ، ونمو شعر تحت الإبط ، والجسم ، والعانة ، والانتصاب في
الذكور).
- ينمو
المراهقون ذكوراً وإناثاً بسرعة كبيرة ، وهذا يستهلك طاقة أكبر من السابق ويجعل
المراهقين ينامون لساعات أطول.
ومن المهم الإشارة هنا أيضاً
إلى أن طبيعة الأمراض التي قد يصاب بها المراهقون سوف تتأثر ليصبحوا معرضين
للأمراض العقلية والتناسلية.
التطور الذهني:
- ينظر
المراهقون في البداية إلى العالم حولهم وكل ما فيه بشكل محدد ، ويمنحون الأمور
تقييماً محدداً ، فكل شيء بنظرهم إما صحيح أو خاطئ ، وهم غالباً يتصرفون بعشوائية
ولا يدركون عواقب أفعالهم قبل ممارستها.
- يتغير ذلك
ببلوغهم المراهقة المتأخرة ليصبحوا قادرين على إدراك خفايا الأمور والإحساس بما
يفكر به غيرهم ، لكنهم لا يزالون غير قادرين على تطبيق هذه المهارات بشكل منظم ،
مما يدفعهم إلى التصرف دون تفكير مسبق.
التطور العاطفي:
تعتبر رغبة المراهقين بتأكيد
استقلاليتهم من أبرز مطالبهم وأهدافهم في هذه المرحلة، ويأخذ هذا أشكالا عديدة ،
مثل عدم إظهار العاطفة ، والسلوكيات المثيرة للخلاف ، وتجاوز حدودهم ، وقضاء وقت
أطول مع الأصدقاء ، والرغبة في الابتعاد عن الأهل.
التطور العصبي:
ترتبط التغيرات العصبية
بالهرمونات ويكون الدماغ مسؤولاً عنها ، وتشمل التصرفات المتعلقة بالبحث عن
السعادة وردود الأفعال العاطفية وتنظيم النوم ، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات
والتنظيم والتخطيط للمستقبل.
التطور الاجتماعي
والنفسي:
- تتسع
دائرة علاقات الأفراد في المراهقين لتخرج عن نطاق عائلاتهم إلى تكوين صداقات مع
آخرين من نفس الجنس ومن الجنس الآخر، وأشخاص من مجموعات عرقية أخرى والبالغين
كمعلميهم مثلاً.
- يمتلك
المراهقون في هذه الفترة مشاعر وأفكار متعارضة ، فهم يكافحون من أجل استقلاليتهم
وبناء شخصيتهم الخاصة بهم ، لكنهم في نفس الوقت يميلون إلى تقليد نظرائهم في العمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق