.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

أعانق شجرة..قصة قصيرة بقلم المبدعة د/نجية الشياظمي

كنت أنظر إليها و هي تحاول أن تصلح بينهما ، طفليها ربما أخوين أو مجرد صديقين أو ربما جيران . 
*عانق أخاك و اعتذر منه 
هكذا كانت تتكلم بنبرة حازمة ، كان أحدهما يقترب و الآخر يتراجع إلى الوراء رافضا الموضوع برمته. 
*إنه ليس أخي ، و لا أود أن يكون لي أخ يستولي على لعبي و كل ممتلكاتي ! 
ضحكتُ بصوت مسموع ، فقد كنت أتابع المشهد في تمعن واستغراب. 
اقتربت وهمست لأحدهما : 
*تصالحا من فضلكما من أجل هذه المسكينة . 
*نطق الطفل المرحب بالصلح : تقصدين ماما ؟ أجيته : نعم ...ألا ترى أنها تعاني كي تفك الاشتباك الحاصل بينكما ، مهما كان أنتما أخوان ، و مهما تعاركتما و تخاصمتما ففي النهاية لا بد أن تعودا كما كنتما من قبل ، محبين و متصالحين مع بعضكما ... ثم تابعت ، لماذا تتخاصمان ؟ 
*أجابني : لا أعلم ، نحن هكذا دائما ، نتشاجر و نتصالح 
ابتسمت و قلت له : الأمر عادي كلنا كنا نفعل ذلك حينما كنا صغارا . 
ضحك ضحكة خفيفة و أمسك بيدي ، همست في أذنه هل تستطيع أن تعانقه -أقصد أخاه - كي يتصالح معك . 
كانت الأم واقفة متسمرة في مكانها تنتظر ما سيحدث بعد تدخلي البسيط . 
هرع الولد المسكين مسرعا إلى أخيه كي يعانقه ، في الوقت الذي هرب منه الآخر ، رافضا أن يلمسه 
اقتربت منه و قلت :هل تعلم أنك حين تعانق شخصا فإن جسمك يفرز هرمون الاوكسيتوسين ، نظر الي مستغربا ثم قال : و ماذا بعد ... أستطيع أن أعانق شجرة كي أحصل على ما تقولين . 
ذهلت مما سمعت ثم ابتسمت ، و تابعت لكنه أخاك و ليس شجرة ! و ما الفرق طالما سأحصل على الهرمون الشهير سواء عانقته هو أو عانقت الشجرة . 
ثم أجبته بهدوء ، لكن أخاك موجود معك في البيت و في كل وقت و حين ، لكن الشجرة قد لا تتوفر لك بقدر توفر أخيك لك تابعت قائلة :أخوك سندك ، دعمك ، صديقك ، من لحمك و دمك تابعت الأم قائلة ، فلتطلب من الشجرة أن تلعب معك الكرة . 
ضحك ثم صاح : طبعا لا يمكنها فعل ذلك ...ثم انقض على أخيه يقبله و يعانقه بشدة . 
تفاجأنا بردة فعل الصبي ، عانقتهما الأم معا ، ودعتها و ما زال المشهد يتردد على مسمعي و نظري وأنا ابتسم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق