كنت أنظر إليها و هي تحاول أن تصلح بينهما ، طفليها ربما أخوين أو مجرد صديقين أو ربما جيران .
*عانق أخاك و اعتذر منه
هكذا كانت تتكلم بنبرة حازمة ، كان أحدهما يقترب و الآخر يتراجع إلى الوراء رافضا الموضوع برمته.
*إنه ليس أخي ، و لا أود أن يكون لي أخ يستولي على لعبي و كل ممتلكاتي !
ضحكتُ بصوت مسموع ، فقد كنت أتابع المشهد في تمعن واستغراب.
اقتربت وهمست لأحدهما :
*تصالحا من فضلكما من أجل هذه المسكينة .
*نطق الطفل المرحب بالصلح : تقصدين ماما ؟ أجيته : نعم ...ألا ترى أنها تعاني كي تفك الاشتباك الحاصل بينكما ، مهما كان أنتما أخوان ، و مهما تعاركتما و تخاصمتما ففي النهاية لا بد أن تعودا كما كنتما من قبل ، محبين و متصالحين مع بعضكما ... ثم تابعت ، لماذا تتخاصمان ؟
*أجابني : لا أعلم ، نحن هكذا دائما ، نتشاجر و نتصالح
ابتسمت و قلت له : الأمر عادي كلنا كنا نفعل ذلك حينما كنا صغارا .
ضحك ضحكة خفيفة و أمسك بيدي ، همست في أذنه هل تستطيع أن تعانقه -أقصد أخاه - كي يتصالح معك .
كانت الأم واقفة متسمرة في مكانها تنتظر ما سيحدث بعد تدخلي البسيط .
هرع الولد المسكين مسرعا إلى أخيه كي يعانقه ، في الوقت الذي هرب منه الآخر ، رافضا أن يلمسه
اقتربت منه و قلت :هل تعلم أنك حين تعانق شخصا فإن جسمك يفرز هرمون الاوكسيتوسين ، نظر الي مستغربا ثم قال : و ماذا بعد ... أستطيع أن أعانق شجرة كي أحصل على ما تقولين .
ذهلت مما سمعت ثم ابتسمت ، و تابعت لكنه أخاك و ليس شجرة ! و ما الفرق طالما سأحصل على الهرمون الشهير سواء عانقته هو أو عانقت الشجرة .
ثم أجبته بهدوء ، لكن أخاك موجود معك في البيت و في كل وقت و حين ، لكن الشجرة قد لا تتوفر لك بقدر توفر أخيك لك تابعت قائلة :أخوك سندك ، دعمك ، صديقك ، من لحمك و دمك تابعت الأم قائلة ، فلتطلب من الشجرة أن تلعب معك الكرة .
ضحك ثم صاح : طبعا لا يمكنها فعل ذلك ...ثم انقض على أخيه يقبله و يعانقه بشدة .
تفاجأنا بردة فعل الصبي ، عانقتهما الأم معا ، ودعتها و ما زال المشهد يتردد على مسمعي و نظري وأنا ابتسم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق