.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

نشأة الأرغونوميا وتطورها..حمدي الروبي

 


في عام 1949 بدأت كلمة الارغونوميات في التردد والتداول بعد أن استخدمها العالم Murell وتم إنشاء جمعية البحث في الارغونوميا سنة 1949 من طرف Murell وزملائه.

غير أن الفيلسوف البولندي (ووجيك جاسترزيبوسكي ) يعتبر أول من أطلق على هذا العلم (علم العمل) ، وهو أول من حاول اشتقاق الاسم من الكلمتين اليونانيتين Ergon بمعنى (عمل) وكلمة Nomos وتعني قانون أو تنظيم.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم تأطير هذا العلم كاختصاص مستقل ، وشاع استخدام المصطلح على نطاق محدود لدى مجموعه من العلماء البريطانيين والأوروبيين المهتمين بكفاءة الاستخدام اليدوي للمعدات العسكرية.

ثم دخلت الأرغونوميات ، أو(هندسة العوامل البشرية) ، مجال تصميم المنتجات وأماكن العمل ، وتم الاعتراف به واستخدامه والاعتراف بقيمته دوليا كواحد من أهم مقومات إعداد طلاب التصميم وتوفير بيانات التصميم في بناء المنتجات والنظم الصناعية.

 

وإذا تجاوزنا الكثير من تفاصيل نشأة وتطور هذا العلم يمكننا تحديد ثلاث مراحل رئيسية:

الأولى هي مرحلة الارغونوميا الكلاسيكية : وكان التركيز فيها موجها نحو وسائل العرض وأدوات المراقبة وأجهزة القياس والتصميم الشامل لمجال العمل.

ونظرا لقرب هذه المرحلة بالحرب العالمية الثانية فقد توجه البحث الأرغونومي الكلاسيكي غالبا إلى التطبيقات العسكرية كأجهزة مراقبة الطائرات وتوجيه الصواريخ والتصميمات الداخلية للغواصات. ثم تغيرت توجهات النظرة الكلاسيكية فيما بعد إلى التطبيق المدني كتصميم الآلات الصناعية، السيارات، الأثاث المكتبي والمنزلي كالغسالات الآلية و التلفزيون.

 

المرحلة الثانية: أرغونوميا الأنساق:

ظهر هذا الاتجاه خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب الباردة من خمسينات هذا القرن

وعُرف تحت إسم "أرغونوميا الأنساق" وهي النظرة التي مفادها أن الأفراد من جهة والآلات التي يسيرونها من جهة ثانية يشكلان في حقيقة الأمر نسقا واحدا ؛ لأن مكونات الآلات تؤثر على أداء الأفراد و العكس صحيح. وعليه توجب تطوير وتنمية قدرات وإمكانيات الطرفين معا على أنهما يعملان في النهاية من أجل تحقيق هدف واحد.

ومن هذا المنطلق فإن أرغونوميا الأنساق تهتم بالنسق إبتداء من المراحل الأولى للتصميم ، مرورا بتحديد الأهداف والمهام التي بدورها تحقق المرامي النهائية لأي نسق. ثم توزيع مهام هذا النسق بين الأفراد من جهة (أي الجانب البشري للنسق) والآلات من جهة أخرى (أي الجانب الميكانيكي للنسق) ، على أساس قدرة وكفاءة كل منهما وثباته في تحقيق الأهداف. وطبقا لذلك فإن المختص في أرغونوميا الأنساق _ بالإضافة إلى تصميمه للعلاقة الرابطة بين الإنسان والآلة ومكان العمل _ فإنه يقوم بتطوير وتنمية الأنساق الجزئية التى يتكون منها النسق الكلي محل المعالجة.

 

المرحلة الثالثة ، أرغونوميا الخطأ:

هنا تبنى الباحثون دراسة وتفسير الخطأ البشري في نسق الإنسان الآلة ، وساد الاعتقاد لدى أنصار هذه النظرة أن فشل النسق في أداء مهامه يرجع أساسا إلى الخطأ البشري ، بغض النظر عن نوع النسق ، حتى لو كان النسق مُمكننا (مُؤتمتا) كليا (الصناعات الكيماوية مثلا).
وحسب هذا التصور فإن أسباب العطب يمكن تتبعها وإيجادها في إحدى مراحل تطوير النسق من طرف الإنسان. فقد تكمن هذه الأسباب في مراحل التصميم أو في مراحل التركيب أو في مراحل الصيانة. وعلى هذا الأساس فإن أي خطأ هو في الأصل خطأ بشري ولا دخل للجانب الميكانيكي أو الآلي فيه ، لأن هذا الأخير ما هو في واقع الأمر إلا صنعا بشريا.

 

من خلال التتبع السابق والمختصر لنشأة وتطور الأرغونوميا ، نلاحظ أن هذا الفرع من فروع الاهتمام العلمي اتسعت حدوده كموضوع علمي ، وأعيد النظر في تعريفه عدة مرات ، وأن مجالات اهتمام المختص في الهندسة البشرية او الارغونوميا سريعة التطور والتغير، لأن اهتمامه في الأصل هو "الإنسان وعلاقته بالتقنية"، ومادامت وتيرة التغير والتطور قد تسارعت في هذين المجالين فمن الطبيعي أن يتطور معهما الاختصاص.

هناك تعليق واحد:

  1. https://32lme.blogspot.com/2015/11/blog-post_56.html?sc=1657642494683#c7138985177552726211

    ردحذف