.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

المستشار حمودة نصار يكتب: عبور اﻷمس وعبور اليوم


ما كان عبورنا يوم السادس من أكتوبر 1973 إلا عبوراً لنفق مظلم معتم، كان فى نهايته بصيص من النور ، وقد أدركته مصر، بل واجتازت فى يومه الميمون مرحلة زمنية قاسية، كان عنوانها ـ محو عار هزيمة لحقت بمصر فى العام 1967 ـ وقد أكد عبور الأمس كم كانت مصر على قدر التحدى واجتياز الصعب وركوب المستحيل، حين هب أسود مصر من جيشها الباسل، وخلفهم شعب أصيل، قدم من قوته ليرنو ناحية النصر الأعظم، وقد كان .. نعم كان ذاك العبور عنواناً، ليس لمرحلة فحسب، بل عنونا لعراقة شعب يقطن دولة عظيمة، لا يبت أهلها على الضيم أبداً، والآن نحيا أجواءاً من الفتن والاضطراب فى الإقليم من حولنا ، وبعد أن باءت مخططات الصهيوأمريكى بالفشل فى 30 يونيو ، حين انتفض شعب مصر ليسقط حكماً راهن عليه الغرب فى تمزيقنا شر ممزق، فكان هذا العمل الرائع، الذى وقف فيه الجيش خلف شعبه وقفة أبيةً ، فكان ذلك بمثابة بداية عبور جديد، لنفق مظلم لم تكن عتمته، بأقل من عتمة نفق هزيمة 1967 ، لكنه نفق تسعى فيه أفاعى الظلام، لتقويض مسيرة أمة، أرادت لنفسها القيام ، فما أحوجنا اليوم لإتمام جولة العبور الثانى، حين يتم القضاء على أذناب المؤامرة فى الداخل، وهم للأسف من بنى جلدتنا ويعيشون بيننا ، إلا أنهم ارتضوا الرخيص من الأهداف، حين يسعون لبث الفتن وترويج الشائعات، وإشاعة روح اليأس من الإصلاح، بغية إلحاق الضرر بنا أو الحيلولة دون قيامنا، فمصر فى عين الأعداء هى الرأس، وهى محط الاستهداف، والجائزة الكبرى، تلك التى راهنوا عليها .. لكن مصر أبدا لن تسقط ، ولن تكون جائزة كبرى إلا لمشرقها وعروبتها وإسلامها، فقد عهدها الزمان خالدة أبية عصية على الإنكسار .
حمى الله مصر وشعبها، ووقاه شر الفتن، وأيدها بنصر من عنده، إنه سميع مجيب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق