فمن يتعود على النجاح دائما قد يُكسر و ينتهي عند أول هزة و سقوط....كما أن الذي تعود على الإخفاق في كل مرة ، يستصعب النهوض و يستثقله و يخشى الدخول في أي خطوة جديدة ، لكن إحساسه بالفخر بعد التمكن و التوفق في خطواته الأولى يجعله يعيش نشوة الانتصار ، بل و ربما حلاوة الاختبار الذي كان يتجنبه مرارا خوفا من مرارة الفشل ، و هكذا تتوالى خطوات التوفق أحيانا و خطوات الإخفاق أحيانا أخرى .
علينا ألا نحس بالعار و لا بالخجل حينما نتعثر أو لا نبلغ الغاية المنشودة ، فمجرد المحاولة هي في حد ذاتها إنجاز كبير ، يكفي أن الفرد يكتشف مواطن الضعف و الخلل في خطته الغير محكمة ، كما أنه يكون قد حمل المشعل و أنار الطريق لغيره ليحاول هو بدوره لعله يفلح و ينفع الجميع . هكذا نساهم جميعا عن وعي أو بدونه في تحقيق رقي هذا الكون الذي خلقنا الله له و كرمنا فيه لأننا تشرفنا بحمل الأمانة ، و ما نقوم به من إضافات إيجابية أو سلبية إليه ما هي إلا جزء و حيز و نصيب من هذه الأمانة التي يحمل مسؤوليتها كل منا ، لهذا فإن ما نعتبره أحيانا راحة مطولة مشروعة من حقنا ، قد يكون جزءا من التقصير و من إهمال هذا المسؤولية ، و هذا ما يؤكد الحديث الشريف الذي يقول "لو قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة و استطاع أن يغرسها فليغرسها" أو كما قال صلى الله عليه و سلم ، و بغض النظر عن الانتماء لأي ديانة فهذا واجب الإنسان اتجاه نفسه و أخيه ...
و سيبقى الخوف ملازما لنا في كل خطوة جديدة نود المشي فيها فهذه طبيعة بشرية ترسخت في أعماقنا منذ الأزل ، و ستظل إلى أن يشاء الله ، و من ينتظر زوال الخوف ليعيش و يحقق أهدافه في راحة و طمأنينة فإنما ينتظر حصول المعجزات ، و إنما يضيع من عمره أجمل و أهم المراحل التي يمكنه فيها تحقيق ما سيعجز عنه لاحقا ، حينما يكتشف عدم جدوى لا الحسرة و لا الندم على ما فاته ....
قد تبدو كل البدايات صعبة ، لكنها ليست مستحيلة ، لأن المستحيل الحقيقي هو استبعاد كل ممكن عند خالق هذا الكون ، فحينما نضع أي أمر في حسبان المستحيل ، فلعدم اليقين المطلق في قدرة من بيده كل أمور هذا العالم و هذه الحياة التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، فكيف يستحيل تحقيق أي أمر يكون فيه نفع و مصلحة و صلاح هذا الكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق