قصائد من جبهة القتال .. الشاعر/ محمد سليم غيث

قصائد من جبهة القتال
=======ه====ه
من ديوان " هوامش على دفتر النصر "
==========ه==========
صدر الديوان عام 1973 .. وأقيم له معرض فى دار اﻷدباء بالقاهرة .. افتتحه وزير الثقافة آنذاك .. اﻷستاذ اﻷديب الكبير يوسف السباعى رحمه الله
وكان المعرض من فكرة وتنفيذا الشاعر الكبير وجدى شبانه رحمه الله .. حيث كان اﻷستاذ وجدى شبانه .. رحمه الله .. شاعرا ورساما وخطاطا بارعا ..
كانت فكرة المعرض .. تقوم على جمع صور الحرب من الجرائد .. ولصقها على لوحات الرسم .. ويقوم اﻷستاذ وجدى بكتابة ما يتناسب مع الصور من أبيات الديوان
اقتتح اﻷستاذ يوسف السباعى وزير الثقافة المعرض فى دار اﻷدباء بميدان التحرير بالقاهرة
ثم انتقل المعرض .. بناء على رغبة الدكتور عبد الحميد حسن .. وزير الشباب آنذاك .. إلى قصور الثقافة بالقاهرة .. وقام الدكتور عبد الحميد حسن بافتتاحه فى قصر الثقافة بجاردن سيتى
وأعتقد أن هذا المعرض كان هو أول وآخر معرض للشعر العربى فى الوطن العربي ..

وها أنا فى ذكرى حرب اكتوبر .. أنقل لكم بعض قصائد هذا الديوان " قصائد من جبهة القتال "

1) رسالة من مقاتل إلى حبيبته
========ه=======

أقسمت يا أحلى النساء بحبنا ..... وبمدفعى
ما غاب صوتك لحظة .. يا حلوتى عن مسمعى
ولطالما ..... وأنا أدك حصونهم من موقعى
أعلنت رغم الهول فى فرح هنا .. من موضعى
.......... يا ليتها كانت معى
لترى صﻻح الدين يهتف فى الرجال : تقدموا
وابن الوليد يصيح هيا ... واسحقوا من أجرموا
والكل صاح مكبرا .... ومهلﻻ ..... أنا مسلم
وترى فلول عدونا .... وترى الذين استسلموا
........... يا ليتها كانت معى
.
وترى يدى .. وأنا أدوس على زنادى فى ثقة
وأصب أحقادى وكرهى .. فوق أرض المنطقة
وأعلق الحزن القديم .... على حبال المشنقة
وأجيء بالنصر المبين إلى الوحوه النشرقة
........... يا ليتها كانت معى
لما تحرك ركبنا ........ وكأنه ركب المتية
متعجﻻ ......... كيما يؤكد للفلول البربرية
للجاثمين على الرمال ... بغير حق او هوية
لن تأمنوا .. مادام فى اﻹسﻻم جند القادسية
........... يا ليتها كانت معى
كى تشهد الشر الذى فى العين عشش واحتدم
أو تسمع التاريخ يهتف : حان وقتك .... فانتقم
قدم إلى صوت السﻻم اﻵن .... قربان العدم
حتى تؤمن للحمام اليوم ........ تقبيل العلم
........... يا ليتها كانت معى
لتجفف العرق الغزير على الجبين .. بسحرها
وتعطر الجو المشبع بالدخان ......... بعطرها
وتشد من أزرى بنظرتها ....... وضحكة ثغرها
وتضمنى .... وتضم حبات الرمال .... لصدرها
........... يا ليتها كانت معى
لتعود تحكى ...... للصغار وللكبار عن الرجولة
وشجاعة اﻷبطال بعد الصبر فى الحرب المهولة
وعن العدو ...... وكيف مزقنا وشردنا فلوله
يا ليتها كانت معى ... لترى الشهامة والبطولة
........... يا ليتها كانت معى
وغدا أعود حبيبتى ......... وغدا أجيئك مسرعا
وغدا أضمك مثلما ....... ضم الشهيد المدفعا
ونخط للذكرى على ... جدران حجرتنا .... معا
زعم الفرزدق .. ذات يوم .. أن سيقتل مربعا
=======ه=====

2) رسالة من مقاتل إلى أصدقائه
=========ه ه ه======

كتبت على .. نسمات الهواء
وفةق الرمال .. وفو ق السماء

وفوق الصدور ... وفوق الثغور
وفوق فساتين كل النساء

وفوق أشعة شمس الصباح
وفوق الصباح .. وفوق المساء

كتبت ....... وما زلت أكتب أنا
" عبرنا الهزيمة " يا أصدقاء

عبرنا الهزيمة .... رغم الجميع
ومات الخوارج ...... يا كربﻻء

عبرنا .. ..... ومكة جاءت إلينا
تصلى على خاتم اﻷنبياء

ورابط .. أهل الرباط ... لدينا
وعاد الصفاء ..... وعاد اﻹخاء

ووحدنا الله ..... فى لحظة
وما كان أبعد .. هذا اللقاء ؟!

فمن كل فج أتونا ..... وسرنا
تناسي الجميع .. حدود العطاء

وداس الجنود على كل خوف
وداسوا على كل شعر البكاء

وخطوا على رمل سيناء .. أنا
سنبقى .. ككل حروف الهجاء

وتبقى بﻻدى ...... كأهرامها
وتبقى تضيء ... كبدر السماء

عبرنا ورغم الجميع سنمضى
نحقق فى الغد ... أحلى رجاء

ونأتى نضمك يا " قدس " حبا
ونحميك ..... يا مهبط اﻷنبياء

فيا كم صبرنا .. ويا كم دعونا
فيا قدس مهﻻ .. أجيب الدعاء

عبرنا ...... وما زلت أكتب أنا
عبرنا الهزيمة ...... يا أصدقاء
====ه ه====

3) رسالة من شهيد إلى أمه
=======ه ه ه ه ====

أماه .. ﻻ .. انا لم أمت
حتى وإن صوتى صمت
حتى وإن قالوا .. عظامى فى الرمال تبعثرت
أو قيل .... أنقاض البناء على الشهيد تكدست
أماه .. ﻻ .. كذب النعاة جميعهم .. أنا لم أمت

أنا لم أمت .. ولتسألى عنى رفاقى فى الكفاح
معهم خطاباتى إليك ....... خططتها بدم الجراح
أنا لم أزل كالفهد يقظانا هنا ..... خلف السﻻح
ما زلت أحفر فى صخور الليل .. أودية الصباح

أنا لم أمت .. أنا لم أزل يا مصر تحت ثراك حى
ما زلت أحتضن الرمال ...... أبثها الحب النقى
أنا لم أمت ..... وعلى السﻻح تلهفت كلتا يدى
ﻷصون سيناء الحبيبة فى الصباح وفى العشى

أنا إن سقطت .. فلن تموت على الزناد أصابعى
أنا إن سكت ..... فلن تكف عن الهدير مدافعى
إن قيل مات .... فقم أخى وامﻷ جنيع مواقعى
وخذ العظام ...... وبالعظام أعد بناء مصانعى

وليسقك اليوم السﻻم ....... وكل من نادى له
قبر الكراهة قد تفجر ...... كى نصلى حوله
وفتاك يا مصر الحبيبة قد تمرد .......... يا له
والله أكبر قالها ............. والله بارك قوله

وابن الوليد االيوم جاءك ..... حامﻻ سيف اﻹله
والشر بان بعينه .... والحقد عسكر فى دماء
قد عاد يزأر كالغضنفر .... أسمعى الدنيا نداه
قولوا لهم : " إنا نحب الموت .. حبهم الحياة "
قولوا لهم : " أنا نحب الموت .. حبهم الحياة " 
=====ه ه ======