دكتورة نجية الشياظمي..تكتب: راتب شهري لربات البيوت المغربيات

هذه خطوة مستقبلية ، ضمن التغييرات التي عرفتها مدونة الأسرة في المملكة المغربية ، و ضمن تعديلات عديدة يراد منها تحسين الإطار الأسري ، و تغييره للأفضل و الأحسن ، و كل القوانين التي لا تسعى لمسايرة تقدم العصر ، و مواكبة تغيراته ، تصبح عقيمة في النهاية و تؤدي الى صدامات و خلافات كثيرة . نعلم جميعا ما للمرأة من أهمية في بناء الأسرة بل و في بناء المجتمع كله ، و عدم تقدير مجهوداتها و مكافأتها ، يعتبر حيفا كبيرا في حقها ، فالكثير منهن تركن إكمال الدراسة ، أو تنازلن عن الوظيفة ، لأجل القيام بالواجب و المسؤولية الملقاة على عاتقهن ، من الأزواج من يعترف و يمنح ، و منهم من يعتبر الزوجة أسيرة عنده و ملزمة بالقيام بكل أعباء البيت ، دون أي مكافأة أو اعتراف حتى و لو كان بسيطا.
و الآن و ها قد تكررت على مسامعنا أو أمام أعيننا كلام وزيرة التضامن المغربي والإدماج الاجتماعي والأسرة بخصوص هذا الموضوع ، و ربما هي فكرة لم يسبق تداولها و لا العمل بها في العالم العربي ، لكن المغرب يبرز كدولة تناقش وتدرس بجدية آليات لدعم ربات البيوت وتوفير تعويضات وحماية اجتماعية لهن ، مقابل جهودهن داخل الأسرة، ضمن مبادرات حكومية حديثة. 
الفكرة في حد ذاتها جميلة و إنسانية جدا ، لكن الكثير من التساؤلات انهالت على عقلي و أنا أفكر في إمكانية تطبيقها ، تبادر إلى ذهني ما يمكن أن تتسبب فيه من مشاكل ، تلك المنحة التي أرجو ألا تتحول إلى محنة ، فعلى سبيل المثال من الأزواج من سيطمع في تلك المكافأة ، و منهم من سيعتبرها من حقه ، و منهم من قد يعتبرها جزء لا بد منه في ميزانية البيت و غيرها من الأفكار ، و بالتالي المزيد من المشاكل التي كنا في غنى عنها ، لذلك أود من السيدة الوزيرة أن تمهد لهذه الخطوة قبل الإقدام عليها ، بتوعية الأزواج بخصوص هذا التغيير البسيط و المهم أيضا.
نساؤنا في البيوت يحتجن إلى الكثير من التقدير و العناية و الاهتمام -طبعا أقصد النساء الجديرات بذلك - لأن أكثر ما يكسر قلب المرأة ، هو تفانيها في خدمة أسرتها بكل إخلاص و صدق ، لكن دون مقابل ، مهما كان بسيطا حتى و لو بكلمة طيبة .

يطيب لنا مشاركتكم في مناقشة هذه الأفكار بالضغط هنــا
تعليقات