عيد الوحدة..بقلم دكتورة/ نجية الشياظمي

الوحدة ، كم هي جميلة هذه الكلمة و مفعمة بالكثير من الأحاسيس و المشاعر المعبرة عن التلاحم و الاتحاد و الانصهار و الانسجام ، خصوصا حينما يكون بين أفراد نفس الأسرة و المجتمع . فقد حدد العاهل المغربي محمد السادس يوم 31 من شهر أكتوبر عيدا وطنيا للمملكة المغربية سماه عيد الوحدة ، و قد تم ذلك بعد إعلان الأمم المتحدة عن قرارها بتأكيد إعلان الحكم الذاتي لتلك الاراضي تحت السيادة المغربية . تلك التي كانت مقتطعة من بلاد المغرب بسبب الاستعمار و التي تم استرجاعها عن طريق المسيرة الخضراء التي تمت سنة 1975 من خلال حشود بعدد ثلاث مائة و خمسين ألف رجل و امرأة من كل و مختلف الجهات المغربية بقرار من الملك الراحل الحسن الثاني . و ها قد تم اعتراف المجتمع الدولي بالحكم الذاتي لتلك المناطق تحت السيادة المغربية . حيث أعلنت فيها المملكة المغربية ملكا و شعبا عن فرحتهم باستعادة و استرجاع الأراضي المغربية و التي ظلت مغتصبة لسنين طويلة ، إلى أرض الوطن ، و بعد نجاح و انتصار المسيرة الخضراء مباشرة ، ظهرت العداوة الشرسة و الصريحة للمغرب من طرف أقرب جارة لنا ، رغم ما مده المغاربة لذلك البلد من أياد بيضاء بل و من دماء أيضا لأجل مساعدتهم على تحرير أراضيهم من الاستعمار الفرنسي ، و هذا الكلام لا أكتبه من فراغ ، أبدا فهناك العديد من الوثائق التي أثبتت ذلك و لا زالت تثبته ، و حتى آخر خطاب قدمه ملك المغرب محمد السادس ، و عبر من خلاله على أنه لا زال يطمح كي تنتهي تلك العداوة و الخلاف بين البلدين و الذي لا يقدم شيئا بل يؤخر الكثير من الخطوات إلى الأمام للبلدين معا ، لأجل محبة و أُخوة و تقدم البلدين .

وحدة المغاربة مع إخوانهم في الأراضي الصحراوية المغربية جاءت بعد خمسين سنة من الاستنزاف و التعثر ، و في الوقت الذي كانت فيه تلك الأراضي عبارة عن صحاري مترامية الأطراف ، لا حضارة فيها و لا تقدم ، أصبحت اليوم وجهة و قبلة مشهورة للاستثمار و السياحة ، بفضل الجهود التي بذلت لأجل أن تصبح تلك البقعة جزءا من الأراضي المغربية ، حيث يتمتع سكانها بما يتمتع به إخوانهم في باقي المناطق المغربية .

عمت بلاد المملكة المغربية منذ الإعلان الأممي على الخبر يوم الجمعة 31 أكتوبر ، فرحة عارمة و لغاية هذا اليوم لازالت أصداء ذلك القرار الأممي و تلك البشرى تتردد في أنحاء وطننا الحبيب . انتظرنا طويلا و كما يقال "هرمنا" لأجل تلك اللحظة التي يصبح فيها المغرب أرضا واحدة و شعبا واحدا موحدا . و في انتظار أن تستجيب الجارة لدعوة الصلح و التقارب و المحبة ، سنظل إخوة لا تفرقنا سوى خطوط وهمية لكن قلوبنا موحدة على الخير و التقدم و السعادة .
تعليقات