أوتار الألم..شعر د/ منذر قدسي








عَزَفتُ على وَترِ الهوى أَلَما
صاغَ في الآفاقِ جُلَّ أَغانيهِ
تَسَرَّبَ من الجفنِ بعضُ دَمٍ
ودَمعُ العينِ يَسِيلُ من مآقيهِ
تَرَنَّمَ القلبُ مَقهورًا برَعشتِهِ
يُعاتبُ مِهادَ الروحِ يُقاضيهِ
لَيتَني ما كنتُ قَيسِيَّ الهوى
ولا فَتَحتُ للحُرِّ بابًا يُناديهِ
يُعاقبُ النحلُ ورودَ حديقتِهِ
كأنَّهُ شوكُ زَهرٍ أَوراقٌ تُعَرِّيه
أو كأنَّ الحَربَ سَبقَت عِشقًا
فيمزِّقُ الفؤادَ شوقًا يُجافِيه
لم يَنسَ من الجسدِ وَهنًا
فتركَهُ يَترهَّلُ وآلامًا يُجازِيه
حَتّى شُعاعُ الشمسِ ضياءً
غطَّاهُ بغَيمٍ أَجنافٍ يُكافِيه
لم يَتَذَكَّر فَرحَةً اقتَنَصناها
ولا للحُبِّ مَعنى في مَعانيهِ
ما استَطاعَ صَبرًا لفؤادٍ غَدَا
ولا للأشواقِ طَبيبٌ يُداويه
كانَ هَمُّهُ أن يُعادي ضِحكةً
أو يُفرغَ فوقَ مأساتِهِ مآسيهِ
تَجَرَّعَ مُرارةَ الزَّقومِ جَهرًا
كأنَّ العيونَ سُيوفٌ تُعاديهِ
حتّى رَسائلي حروفًا أحرَقَ
تجاسَرَ قهرًا لم يُؤبِهْ لِما فيه
لو أني أَعرِفُ أنَّ الحُبَّ قَزَمٌ
ما تركتُ القلبَ لَحظًا يُبارِيه
أو تركتُ أشواقي تَعبَثُ نَهَمًا
أو شَهيقًا للزَّفيرِ نَدىً يُماشِيه
ولكنَّ القلبَ أعمى وكَفيفٌ
أَعرَجُ والدَّربَ العِشقُ يَطويه
ما هَمَّهُ إذا التَوَى من طَعنَةٍ
ولا هَمَّهُ إن ماتَ من يُداريهِ
فالنِّسرُ ما اعتادَ أكلَ فُتاتٍ
ولا يُهابُ أَسدٌ ضَبعًا يُضاهِيه
فالقلبُ يُداسُ لأَجلِ كرامةٍ
ويجعَلهُ نارًا وإن كانَ يَكويه
كلُّ الأحزانِ لا بُدَّ يومًا راحِلَةٌ
فلا تَظُنَّ أنَّ الأكفانَ تُواسيهِ
..............
منذر قدسي

تعليقات