يعتبر شهر نونبر شهر الفلسفة ، أو هكذا يدعون غير أن اليوم العالمي للفلسفة ، حسب منظمة الأمم المتحدة للتربية و التعليم و الثقافة حدد في 20من شهر 11لسنة 2025 .
و تعرف الفلسفة بأنها علم التفكير العميق ، الذي يطرح تساؤلات جوهرية حول طبيعة الوجود ، والمعرفة ، والقيم ، والعقل ، والأفكار ، ويعود أصل المصطلح إلى الكلمة اليونانية “فيلوسوفيا”، التي تعني “حب الحكمة”. و مع اعتراض الكثير من الناس عليها ، و اعتبارها طريقا لإنكار الخالق و الإلحاد و غيرها من النتائج الغير مرغوب فيها بسبب التفكير العميق . لكننا حينما نعود للتاريخ ، نجد أن الفلسفة كانت منذ القدم وسيلة البشر لفهم أنفسهم ، والعالم من حولهم ، فهي تتجاوز حدود المعرفة السطحية إلى تحليل الأفكار ، والمفاهيم بعمق ووضوح . و تكمن أهمية الفلسفة في كونها تنمّي التفكير النقدي والمنطقي، وتُساعد في فهم الذات والوجود وتحديد القيم الأخلاقية ، وتساهم في التطور العلمي والاجتماعي والحضاري. كما أنها أداة لتحليل المشكلات ، واتخاذ قرارات أفضل ، وفهم العالم من حولنا بطريقة أعمق وأكثر وعيًا.
و من أشهر فلاسفة العالم نجد أفلاطون، وأرسطو، وسقراط من العصور اليونانية القديمة، بالإضافة إلى ابن سينا من الفلاسفة المسلمين، ورينيه ديكارت من الفلسفة الحديثة. كما يشمل القائمة فلاسفة آخرين مثل إيمانويل كانط، ومونتسكيو، وآخرين من العصور الحديثة والمعاصرة مثل جان بول سارتر ونعوم تشومسكي .
و من المؤكد أن أنواع الفلسفة كثيرة و متنوعة منها ما هو تجريدي و منها ما هو عملي و تطبيقي ، و هي تقسم حسب الموضوعات أو الفروع الرئيسية ، كما ان هناك تقسيم حسب المدارس الفلسفية الكبرى ، أو الفلسفات التاريخية .
و تعتبر الفروع الرئيسية للفلسفة كالتالي : المنطق، نظرية المعرفة، ما وراء الطبيعة، الأخلاق، والفلسفة السياسية والاجتماعية.
أما بخصوص المدارس الفلسفية الكبرى ، هناك الفلسفة المثالية، الواقعية، الوجودية، البراغماتية، والوضعية المنطقية.
و من المؤكد ان للفلسفة فوائد كثيرة ، فبخصوص الفرد ، لها دور هام في :
*تنمية التفكير النقدي: تعلم الفلسفة كيفية التمييز بين الحقائق والآراء، وبناء وجهات نظر سليمة، وتحسين القدرة على حل المشكلات.
*الوعي الذاتي: تساعد الفلسفة على فهم النفس وتحديد الأهداف والمسؤوليات، مما يساهم في النمو الشخصي.
*التوجيه الأخلاقي: توفر إطارًا لفهم السلوك الإنساني والأخلاق، وتساعد على اتخاذ قرارات أخلاقية سليمة في الحياة اليومية.
*تحسين المهارات العقلية: تقوي القدرة على التحليل والتركيب والتنظيم، وتنمية القدرة على النقد وإصدار الأحكام.
أما بالنسبة للمجتمع فهي تساهم في :
*تأسيس القيم والمبادئ حيث تساهم الأفكار الفلسفية في تشكيل أساسيات القيم والمبادئ التي تقوم عليها الحضارات، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة.
*توجيه النظم التعليمية والاجتماعية: في تحديد أهداف النظم التربوية والسياسية والاجتماعية، حيث تعلم كيفية التفكير والاختيار.
*بناء مجتمع واعٍ: حيث تساعد الفلسفة على توجيه النقاشات المجتمعية نحو التسامح الفكري والحوار البناء، من خلال تعزيز القدرة على فهم التحديات المختلفة.
*دعم التطور العلمي: كثير من الاكتشافات العلمية بدأت بأسئلة فلسفية، والفلسفة توفر الإطار المفاهيمي لتطوير هذه العلوم .
و ستظل الفلسفة عاملا أساسيا في تطوير العقل البشري و رقيه من خلال ما يتوصل إليه من نظريات و مفاهيم جديدة ، لأجل أن يعيش في تناغم مع نفسه و محيطه.
