ماذا لو لم أكن أنا ، لو لم يكن كل ما أعيشه هو حياتي فعلا ، ماذا لو كنت مجرد متفرجة على كل ما يحدث معي و حولي ، ماذا لو كان كل هذا الضجيج الذي يحيط بي ليس أنا ، ليست حياتي ، ليست مشاعري ، ليست تفاصيلي الدقيقة . لست أدري إن كنت فعلا موجودة ، ربما أنا موجودة من خلال ما يتواجد من حولي ، لكن يا ترى هل كل ما يوجد و نراه فعلا حقيقيا ؟ هل كل ما أبكانا فعلا كان موجودا و كان يستحق ذلك ، و هل كل ما أسعدنا للحظات قصيرة ثم فر منا هاربا ، حقا كان حقيقيا و موجودا ؟
كم هائل من التساؤلات وسط هذا العالم الكمومي الذي لازال الإنسان يحاول تحسسه و فهمه و معرفة قوانينه و أسسه . عالم فائض بالاحتمالات اللامتناهية و اللامحدودة .
و ما جعلني اليوم أتساءل حقا هو ذلك الإحساس الذي تذكرته الآن ، و الذي يغمرني بالسكينة و الهدوء ، بعد كل عاصفة من الغضب اعترتني و بعدها أيقنت أن كل ذلك الجنون و السخط لا يقدمني لشيء ، بل ربما و من المؤكد أنه كان يؤخرني و أنا لا أدرك ذلك . يكفي أن تركيزنا و تفكيرنا يتشتت ، فيتوقف كل شيء فجأة و لا نعلم من أين نبدأ ، لأننا نخرج عن حقيقتنا الأصلية ، حقيقة الأمن و الأمان التي فطرنا عليها .حقيقة التسليم دون الاستسلام ، حقيقة الرضا و عدم الخوف ، حقيقة الهدوء التي تجذب لنا الهدوء و السكينة أكثر .
لماذا نخاف فنتعثر ؟ نخاف فنتأخر ؟ ترى إلى متى سنظل نخضع للا شعور الجمعي الذي يحكمنا و الذي تكون منذ كان الإنسان بدائيا ، نخاف من الجوع ، من العطش ، من الصواعق ، من الحيوانات المفترسة . من المؤكد أنها مخاوف طبعت و سجلت على جينات كل خلية من خلايا أجسادنا و عقولنا . ردود أفعالنا اللاواعية كلها من ذلك المخزون الهائل من ال"id"من الهو أو الوعي البدائي للإنسان .
نحتاج أن نتأمل كي نتذكر حقيقتنا ، كي لا نضيع وسط كل هذا الزحام التكنلوجي و الحضاري و العشوائي أحيانا . نحتاج أن نتذكر حقيقتنا ، حيث لا خوف و لا تسرع و لا تشاؤم ، حيث الهدوء و السكينة و التناغم مع كل ذرة ، كل ورقة و كل شجرة ، حيث لا خوف ، لا حزن و لا ندم .
حقيقة أم وهم؟..بقلم دكتورة/ نجية الشياظمي
تعليقات